يعتقد عبد الرّزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن مشكل الوحدة الإسلامية على الصعيد العربي و ما يقع من فتن في المجتمعات العربية راجع إلى بعض العوامل التي تسهم في إحداث هذا التوتر السائد، من بينها التهميش و الإقصاء الذي تعاني منه بعض الفئات في مجتمعنا إضافة إلى عدم الفهم الصحيح للدين و أصول التعامل به و تطبيقه، كما يعتبر الظلم واحدا من أسباب بث الفتنة. وأكد قسوم في حديث ضمن برنامج لقاء اليوم على القناة الإذاعية الاولى في إطار الذكرى ال 82 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين، انه مهما كان سبب ما وصلت إليه بعض المجتمعات العربية من توتر فإن المنطق السليم يقضي بأن يستمع الحاكم للمحكوم و ان ينتهج المحكوم أمثل السبل التي حثنا عليها الدين في مناقشة الحاكم لتفادي حدوث الفجوة بين الطرفين و هو ما قد يؤدي إلى تأزيم الوضع. و عن واقع جمعية العلماء المسلمين بعد 82 عاما من الوجود، يرى الكتورعبد الرزاق قسوم، أنه اصبح يطبعه طموح السمو بها إلى مواكبة الأحداث و مجابهة التحديات الداخلية الذاتية التي تكمن في محاولة طمس معالم الشخصية و عدم الوعي بكينونة المواطن بأصالته و انتمائه و عقيدته و تطبيقه العملي للدين، وهي تحديات – يقول - يجب مواجهتها بالحكمة و الموعضة الحسنة و التطبيق العملي للدين. أما التحديات الدولية قال أنها تكمن في الحملات المعادية للإسلام الرامية إلى تشويه ديننا الحنيف أو ما أصبح يعرف بالإسلاموفوبيا أو التخويف من الإسلام، و هو من التحديات الخطيرة التي ينبغي على جمعية العلماء المسلمين أن تتجاوزها بإثبات وجود الجزائر المسلمة وسط هذا المعترك العالمي. و أضاف أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لا تحيد عن قاعدة مواكبة عوامل التطور و التقدم، و قال انها باتت كفيلة بتوجيه القائمين عليها لاستلهام ما يمكن استلهامه و الاستفادة من الإيجابيات كما من السلبيات. كما أكد قسوم، أن الجمعية أصبحت متواجدة عبر كافة الشعب الولائية و البلدية للوطن، و تعكف على تنظيم النشاطات الثقافية التوعوية التحسيسية بصفة مستمرة و متواصلة لمعالجة القضايا الحساسة في واقعنا المعاش، و قال أنه يتم تسجيل إقبال مهم من النخبة المثقفة. وفي سياق حديثه، أشار عبد الرزاق قسوم،إلى أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لا تملك ميزانية ثابيتة لا من الدولة و لا من أي جهة خاصة، و قال أن أعضاء المكتب الوطني لا يتقاضون أجورا، و إنما تعتمد الجمعية على تطوعات المواطنين و التفافهم حولها ، مضيفا ان الأمل معقود على المسؤولين بتخصيص ميزانية ثابتة للجمعية كما لكل الهيئات الأخرى. يذكر ان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحتفل اليوم بالذكرى ال 82 لتأسيسها في 05 ماي 1931 بنادي الترقّي بالعاصمة الجزائرية على يد الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، في ظل تحديات الاحتلال الذي كان يسعى إلى طمس الهوية الجزائرية و القضاء على مقومات الوجود الوطني.