مع التقلبات الجوية التي شهدتها معظم ولايات الوطن تضاعفت معانات العائلات التي تشكو من الحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء في السكنات الهشة والقديمة، فما بالك العائلات التي ليس لها مأوى والتي تقطن في البيوت القصديرية وشبه البيوت المغطات بالبلاستيك و قطع الخشب المتواجدة بمنطقة الحراش. يعاني معظم سكان بلدية الحراش و المتواجدين بالتحديد على ضفاف الواد الكبير الممتد على طول شريط المنطقة، أزمة في التكيف مع الوضعية المزرية التي يعيشونها إذ أن بيوتهم أو شبه البيوت القصديرية تأوي العديد من العائلات التي ليس لها ملجأ تأوي إليه، إذ بنى هؤلاء السكان بيوت فوضوية وغير قانونية شوهت المنطقة، غير آبهين للأوبئة و الأمراض الناجمة من تلوث الواد الكبير الذي تنبعث منه روائح كريهة، بالإضافة إلى الجرذان والحشرات التي تعيش مع هؤلاء السكان حتى أصبحوا معتادين عليهم و كأنهم من أفراد العائلة. اقتربت فرقة المسار العربي إلى المنطقة لتلمس واقع هؤلاء السكان و الذين بدورهم أدلو لنا أن الوضع في تأزم مستمر ولا أمل لديهم، لان السلطات المعنية تأبى أن تسلم السكنات لهذه العائلات، لذا اضطروا بدورهم إلى بناء هذه البيوت القصديرية لتؤويهم من الحر و القر. مأساة حقيقية تعرفها هذه العائلات، و الأمر الأكثر أسفا أن السؤال يبقى مطروحا. هل تعرف السلطات المعنية حجم المعاناة التي تعيشها هذه العائلات ومتى تتحمل المسؤولية كاملة للاعتناء بها؟.