هل كانت العاصمة في حاجة إلى وال مثل عبد القادر زوخ حتى يتم تنظيفها، ويتم الشروع في حملة تنظيف واسعة ؟ الحقيقة أن شروع الوالي في تجميل وتنظيف عاصمة البلاد يحسب له، ولكن النظافة ليست قضية مسؤول أو شخص، وإنما هي مسألة مجتمع، فزوخ مسؤول قد يرحل يوما من منصبه وينتقل إلى منصب آخر، فهل ترحل برحيله النظافة؟ الصراحة نعم، سترحل النظافة إن بقيت الذهنيات على حالها ، فالنظافة متعلقة بالشخص نفسه بغض النظر عن حملات التنظيف، حتى وان غابت السلطات المحلية عن لعب دورها في مسالة النظافة، فبإمكان سكان الأحياء أن ينظموا أنفسهم دوريا لتنظيف أحيائهم، والعناية بالمساحات الخضراء، ولا نعتقد أن المواطن يقتني كل يوم شجرة، المشكلة أن الكثير من المواطنين ليس لهم الحس بالطبيعة لذا المساحات الخضراء بعضها تحول إلى مكبات للنفايات، وبعضها استغله سماسرة العقار لينجزوا عليه محالات تجارية،أمام نظر المواطن هذا الأخير الذي كان بإمكانه التدخل وإيقاف مثل هذه المهازل، والنتيجة أن الكثير من المساحات الخضراء تحولت إلى كما ذكرنا إلى مكب للنفايات ومحالات والى موقف سيارات، فالنظافة إذا ليست قضية مسؤول قدر ما هي قضية مواطن لانه المعني الأول والأخير بها، ولو قام كل واحد منا بتنظيف عتبة بيته وبعض الأمتار الأخرى القريبة منه وغرس محيطه بعض الشجيرات لحصلنا على محيط نظيف، اما الأموال التي سيتم صرفها قصد تنظيف العاصمة مرة واحدة في العمر كان يمكن الاستفادة منها في مشاريع أخرى.