تتواصل بقاعة محمد زنات برياض الفتح فعاليات مهرجان الفيلم الأوروبي في دورته الثانية الذي يشهد تقديم أفلام تعرض لأول مرة بالجزائر ، حيث عرض مساء أمس الأحد الفيلم الخيالي "دي ليبندن" (الأحياء) للمخرجة النمساوية باربارا ألبير. و يتطرق الفيلم المطول (112 د) الذي أخرج سنة 2012 إلى معانات آلاف العائلات عبر أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية من خلال شخصية فتاة ألمانية تدعى "سيتا" التي قررت البحث في الماضي المرير الذي عاشته عائلتها بعد اكتشافها عن طريق الصدفة صورة جدها بزي ضابط عسكري نازي. و تهدف باربارا ألبير التي تعد مخرجة و سينمائية و منتجة و ممثلة من خلال فيلمها إلى تسليط الضوء على اهتمام الجيل الجديد بالحرب العالمية الثانية التي يجهل وقائعها و حقائقها. كما تم عرض أول أمس الفيلم الطويل "لوهافر" الذي هو عبارة عن كوميديا اجتماعية حول موضوع التضامن مع المهاجرين غير الشرعيين في فرنسا من اخراج الفنلندي آكي كوريسماكي. و يروي هذا الفيلم الذي تم اخراجه سنة 2011 في 93 دقيقة قصة مارسيل ماركس -الدور الذي جسده الممثل الفرنسي أندريه ويلمز- كاتب تحول إلى ماسح أحذية يعيش البؤس مع زوجته الأجنبية أرتلي (كاتي أوتينن) بمدينة لوهافر البحرية (الشمال) ليزداد بؤسه اثر مرض زوجته و وصول ادريس شاب كونغولي دون وثائق يتولى ايواءه.. و يركز هذا الفيلم الذي عرض بقاعة محمد زينات على القيم الانسانية لهذا الأديب الذي أصبح ماسح أحذية "ليتقرب من الشعب" و الذي سيبذل كل ما بوسعه لمساعدة ادريس على الالتحاق بأمه في لندن في حين يجري البحث عنه من قبل الشرطة الفرنسية الممثلة في شخص محافظ الشرطة موني جان بيار داروسين) الذي يتولى "مطاردة" المهاجرين غير الشرعيين. في قالب من السخرية و الرقة يقدم المخرج السينمائي لمحة عن سكان مدينة نورموندي.. و يتميز فيلم "لوهافر" الذي تحصل في 2012 على جائزة النقاد بمهرجان كان بحوارات وجيزة و مدروسة. و لدى تقديمها الفيلم للجمهور العاصمي قالت سفيرة فنلندا بالجزائر هانيلي فوينما أنها تجد في عمل آكي كوريسماكي احدى ميزات شعبها الذي يكثر الكلام عن مشاعره النبيلة.. للإشارة تتواصل فعاليات أيام الفيلم الأوروبي إلى غاية الفاتح فبراير و سيكون عشاق الفن السابع مساء اليوم مع عرض فيلم "طريق حليمة " للمخرج ارسون أنتون(كرواتيا ) الحائز على 28 جائزة وهذا على الساعة السابعة مساء.