لا تزال مسرحية 'صواعد' للمسرح الجهوي مسكر تثير كثيرا من الحبر اينما حلت لجرأتها على تناول موضوع يصنف من الطابوهات ألا وهو الاغتصاب، وفي ذات الوقت يصر طاقك العمل على مواصلة تناول واقع المجتمع مهما كان وطرحع للجمهور الذي وحسب مخرجها "عبد القادر جريو" فان ابا الفنون لا يمكن حصره في زاوية ضيقة وفرض الرقابة عليه والمقص. وفي تصريح ل "المسار العربي" وعلى هامش عرض مسرحية 'صواعد' في الأمسية الثالثة من فعاليات المهرجان المحلي للمسر المحترف ببلعباس، أوضح أول أمس مخرج العمل "عبد القادر جريو" أنه مستاء من الانتقادات التي وصفها بالهدامة والصادرة من رجالات المسرح نفسهم ولكم حسبه فانها كانت اعتباطية غير ممنهجة علميا ولا تستند الى اي بحث اكاديمي ممنهج، فهو يرى انه لا حرج في الانتقادات السطحية ان كانت صدارة من الجمهور ومهما بلغت فصاوتها لكن من غير المقبول، أن تاتي من اماديميين ومسرحيين اعتباطا، دون اي بحث او عمل علمي يدعم رآهم، وأضاف ان مسرحية "صواعد" اتهم بانها جريئة فوق الحدود ومنافية لمبادئ المجتمع الجزائري، قائلا: "من اوكل هؤلاء ليتكلموا باسن الجمهور". كما وصف "جريو" هاته الانتقادات بالجهوية والعنصرية لادعائها انه هناك جهات من الوطن تقبل مثل هاته الجرأة وان مناطق أخرى لا، على غرار الولايات الداخلية والريف...، وقال "أقول ان مثل المبررات واهية ولا اساس لها من الصحة فكل المجتمع مدرك للحقائق ومتفتح على العالم بحكم ان مل اسرة تملك انترنت ومتابعة للاعلام العالمي". وأضاف مخرج المسرحية أنه من الجبن غرس رؤوسنا في الارض والتغاضي عن الظواهر والأفات التي تنخر مجتمعنا فحسبه حقا ظاهرة التحرش الجنسي موجودة في محيكنا ومن الخزي إدارة ظهرنا لها والايحاء بان كل شيئ على ما يرام، بل العكس لا بد من طرح هاته المشاكل للجمهور الذي في الاخير هو من يحكم، والمسرح وجد لهذا الغرض. ومن جهة أخرى ذكر "عبد القادر جريو" قائلا: (أنا لازلت أبحث عن نفسي في المسرح، لكن أؤمن أن المسرح وجد لنقل كل ما هو واقع وحتى الخيال والأحلام، وإن أحسست يوما أنني موجه ومظطر للتراجع فسأعتزل هذا الفن...). وأضاف ان مثل هاته السطحية في تناول الامور دفعت المسرح الى خسارة جمهوره، فلابد من منتوج نوعي يخاطب شرائح مجتمعنا مباشرة، فالجمهور ليس بحاجة لنا بل المسرحي هو من بحاجة له، فان أغلقت مسرح لن يبحث عنك أحد ولن تخرج المسيرات لفتحه. وأضاف "أعمالي ليست موجهة لجمهور نخبوي بل للعامة وسأواصل في هدا المنهاج ولن أتراجع ويوم أحس أنني تراجعت ساعتزل" تجدر الاشارة إلى أن مسرحية "صواعد" تبرز الصراع الأزلي بين الأنثى والرجل، و التي كتب نصها المبدع هارون الكيلاني وأخرجها عبد القادر جريو، وقدّم العرض في ديكور ليلي، وبأضواء تتغير حسب حركات والممثلين وأفكار النص التي تميزت بسرياليتها الواسعة ورمزيتها القوية التي نافست وصارعت الحقيقة وكشفت عن حقيقة الواقع وظن الرجال بالأنثى. استطاعت أن تكسر طابو مسكوت عنه في مجتمعنا الجزائري والعربي خصوصا وفي العالم عموما، اخترقت الممنوع لتكشف الحقيقة وتسرد برمزية تصور الرجال للأنثى، فجسدت المسرحية قصة امرأة محصورة بين ثلاثة رجال تجوبها الكثير من التناقضات تارة تريد في حياتها الإنجاب وتختار أحدهم لذلك، وفي الجهة المقابلة تذهب لإغراء آخر يملكها بماله، والأخير رجل مغتصب يريدها أن تكون له بالقوة. فهي تروي تيهان أنثى اعتبرها هارون الكيلاني بأنّها أنثى الكون محاطة بكثير من الأشياء تبدأ في غالب الأحيان من فراغ. تبحث عن الحرية وتبحث عن وجودها ومكانتها في هذه الطبيعة الموحشة وبكل الوسائط، فتتمرد على من حولها، لكن لا تستطيع الفصل فيما تريده من الرجال. وذلك وفق سينوغرافيا فضلّ المخرج عبد القادر جريو أن تكون شبيهة بملهى ليلي أو مكان في شارع .