من غرائب ما يحدث في الأحزاب وحمى الترشيحات وفوضى القوائم، أن يرشح الرهط من القوم أزواجهم وأبنائهم وخلانهم وجماعتهم، لا يختلف إسلامي على وطني ولا علماني في هذا الأمر الكل يسعى للوصول إلى " بر الأمان" ، فمن كان يخفي زوجه أخرجها للعلن للتترشح باسم الحزب، ومن كان له صديق قديم أتى به من أقاصي القرى ليفرضه على المناضلين، ومن كان له ابن ضال بلا فائدة ولا مصلحة و فاشل على طول الخط دفعه للترشح لعل وعسى يصير الابن الضال مشرعا لشعب ضلت به الطرق، وهاهم الرهط الذين اتخذوا الدين سياسة يخرجون نساءهم ويرموا بهن في معترك السياسة، في وداع كبير ومهيب لعصر الرجال، في وداع عصر كان فيه الرجال يصرخون فيه " اخرجوا لنا شجعانكم نخرج لكم شجعاننا"وحين صار الدين سياسة هاهم القوم يحولون الكلم عن مواضيعه وينادون "أخرجوا لنا رجالكم نخرج لكم نساءنا" لتتغير المفاهيم، وتصبح السياسة ليست غاية للوصول إلى الفضيلة بل مجرد مطية للوصول إلى المنافع والمكاسب، وفي حمى الترشيحات لم تحدثنا الأحزاب التي يملكها فلان وشركائه عن الدستور القادم، ولا ماذا سيفعل الأطفال الذين رشحهم الآباء وورثوا النضال والحزب، ولا ما تفعل "ربات الحجال" في شأن الدستور القادم الذي يعد القضية الجوهرية في البرلمان القادم، والظاهر أن الأحزاب لم تعد سوى شركات، تباع فيها القوائم، و المبادئ، ولا تستغربوا إن وصلنا إلى زمن يصير لكل بيت حزب هم به فرحون.