يقوم اليوم الرئيس عبد العزيزُ بوتفليقة بزيارة عمل إلى ولاية وهران حيث سيُلقي خطابا أمام الطبقة العاملة بالقاعة متعددة الرياضات بمدينة أرزيو الصناعية، وذلك بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1956 وتأميم المحروقات سنة 1971، ويتوقع بعض الملاحظين أن تتضمن كلمة بوتفليقة عدة رسائل اجتماعية واقتصادية لهذه الفئة الأساسية في المجتمع سيما وأنها تأتي عشية الانتخابات الرئاسية المرتقبة في التاسع أفريل المقبل. ويرتقب أن يصل الرئيس حوالي الساعة التاسعة والنصف إلى مطار السانية حيث سيقوم بتدشين الأرضية الثانية لاستقبال الطائرات بالمطار، ليتوجه بعدها إلى وسط مدينة أرزيو أين سيُخظى باستقبال شعبي على مسافة 300 متر ثم القاعة متعددة الرياضات التي ستشهد الاحتفال بالذكرى والخطاب في الوقت نفسه، وذلك بحضور عدد من الوزراء على رأسهم وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين يزيد زرهوني ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. بعدها يقوم الرئيس بتدشين 100 محل وتسليم العقود إلى أصحابها بحي زبانا، ثم وضع حجر الأساس لإنجاز مركب الغاز "جي أن أل 3" بالمنطقة الصناعية أرزيو وكذا وضع حجر أساس انجاز مركب خاص بالأمونياك، أما في الفترة المسائية سيحضر الرئيس معرض حول البناءات القديمة بفندق "الشيراتون" بوهران ثم التوجه نحو بئر الجير حيث سيتم تدشين 590 مسكن بحي ولد قاضي ستي وتسليم المفاتيح لأصحابها، إضافة إلى تدشين 6 آلاف مقعد بيداغوجي جامعي بالقطب الجامعي الموجود بحي بلقايد مع وضع الحجر الأساسي لإنجاز قاعة متعددة الرياضات. في سياق متصل، جند الاتحاد العام للعمال الجزائريين عدد معتبر من الإطارات النقابية والعمال لحضور هذا الاحتفال الرسمي بما في ذلك الأمناء العامون للفدراليات الوطنية والاتحادات الولائية، ومن المرتقب أن يتم تجديد مرة أخرى دعم هذه المنظمة النقابية للرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة والتأكيد على أنها ستعمل جاهدة خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق بتاريخ 19 مارس المقبل من أجل تصويت كل العمال على هذا المترشح. وتعتبر الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية وهران الثانية من نوعها في ظرف شهرين، وتأتي هذه المرة في إطار احتفالات الذكرى المزدوجة المذكورة والتي اختار الاتحاد العام للعمال الجزائريين إحيائها بمنطقة أرزيو الصناعية لما تشهده أسعار المحروقات من تراجع رهيب منذ وصولها ال 147 دولار للبرميل الواحد شهر جويلية الماضي. ويرتقب أن يتضمن الخطاب، حسب بعض الملاحظين، رسائل مُداهنة للطبقة العاملة كون المكاسب التي حققتها هذه الأخيرة خلال العشرية الماضية لم تضمن لها العيش في المستوى الذي تتطلع إليه، ومنه لا يستبعد أن يعطي تعليمات للحكومة قصد الإسراع في المصادقة على كل القوانين الأساسية والبدء في إعداد الأنظمة التعويضية، أي المنح والعلاوات، التي تشهد تأخرا ملحوظا، وهي التي ستسمح لأكثر من 1 مليون و500 ألف عامل بقطاع الوظيف العمومي من الاستفادة بمنح تختلف نسبها باختلاف القطاعات، لكن بإمكانها أن تسد ولو القليل من حاجيات الأسر الجزائرية. كما يرتقب أن تتضمن الكلمة رسائل ل "ربط الأحزمة" كون المرحلة الحالية تختلف تماما عن المرحلة السابقة بعدما شهدت أسعار البترول تراجعا كبيرا جعل السلطة تعيد النظر في كيفية استغلال الأموال وتتخوف في الوقت نفسه من احتمال أن تتهاوى الأسعار إلى أكثر مما هي عليه، خاصة وأن التصدير خارج المحروقات لم يصل 2 مليار دولار سنة 2008 بالرغم من الجهود والإجراءات المتخذة في هذا الصدد والتي كانت تهدف إلى رفعها على الأقل إلى أكثر من 2 مليار دولار.