دخل عدد من مؤسسي ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، في مرحلة متقدمة من الدعوة إلى تطليق النشاط الإرهابي، وقد دخل على خط ''حسان حطاب أبو حمزة'' مؤسس التنظيم سابقا، نائبه عماري صايفي ''عبد الرزاق البارا''، وأفيد أن أسماء أخرى ستعلن بدورها قريبا عن مبادرة لتطليق السلاح موجهة إلى قيادات التنظيم أساسا. وتترجم تحركات قيادات ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، توجها نحو مبادرة موسعة يقودها مؤسسو التنظيم نفسه، وتقوم المبادرة على الدعوة ''للإستفادة من المصالحة الوطنية''، وثانيا على ''الطعن في المبرر الشرعي للنشاط الإرهابي في الجزائر'' الذي تزعم العناصر النشطة في الجبال أنها تستند إليه. وقد وجه عدد من قدامى المسؤولين في ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' السابقة نداء إلى الإرهابيين الذين لا يزالون ناشطين في الجزائر إلى الاستسلام وتسليم أسلحتهم. وكانت ''المفاجأة'' أن دخل '' البارا أبو حيدرة الأوراسي'' الذي يختلف عن رفقائه السابقين في أنه وقع رهن الإعتقال، ومع ذلك فقد انخرط طواعية في الدعوة إلى ''حقن دماء الجزائريين''، ويعترف في رسالته بالندم ''وأحسب أن من عرف عزيمتي في السابق يدرك أن موقفي هذا ليس بالظرفي وليس وراءه أطماع دنيا فانية ولكنه نتاج قناعة بعد تفحص وتمعن عميقين في الأمر كله، فقد منّ الله علي أن أبعدني عن ساحة العمل المسلح لأراجع نفسي أولا ثم أراجع ما حققته الجماعة منذ تأسيسها وأوازن بين المصلحة والمفسدة وجعلت مرضاة ربي ميزانا، فكان يقيني أن العمل المسلح في بلادنا جلب الكثير من الويلات لشعبنا وكان من الصعب تجنب الانحرافات كما كان حال الجماعة الإسلامية المسلحة سابقا وما هي عليه اليوم الجماعة السلفية للدعوة والقتال''. ومن أبرز ما أثاره عماري صايفي، هو الشبه الكبير بين الجماعة الإسلامية المسلحة، بتاريخها الدموي في فترة التسعينيات، وبين ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' منذ بداية الألفية، وقد أعطى البارا عدة حقائق تتعلق بالموروث الحقيقي للإرهابي أمير التنظيم '' عبد المالك دروكدال''، والواضح أن دخول البارا في خط ''التوبة'' سيكون له تأثير كبير في معاقل التنظيم سيما في الشرق الجزائري، حيث كان أميرا، أو في الصحراء حيث ينشط أحد أهم أتباعه سابقا الإرهابي'' عبد الحميد أبو زيد''. وفي نفس اليوم الذي أطلق فيه البارا نداءه، أطلق ثلاثة مسؤولين سابقين في ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' مبادرة يدعون من خلالها ما تبقى من المسلحين إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وأفاد كل من عمر عبد البر رئيس اللجنة الإعلامية سابقا في الجماعة وأبو زكريا الرئيس السابق للجنة الطبية ومصعب أبو داوود أمير المنطقة التاسعة سابقا أن عماري صايفي المدعو "عبد الرزاق البارا'' (الموجود حاليا في الحبس والذي كان من أهم المسؤولين في الجماعة) قد وجه رسالة ولأول مرة الى بقايا المسلحين يثمن فيها مساعي ومبادرات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإحلال الأمن والسلم. وأضاف مخاطبا المسلحين قائلا ''هذه فرصتكم للرجوع إلى أهاليكم والى المجتمع''. وأشار في هذا السياق إلى وجود ''عنصر جديد'' في مسعى المصالحة الوطنية يتمثل في ''إحساس المسجونين بالمسؤولية وبضرورة أداء واجبهم والعدول عن قناعتهم بالعمل الإرهابي'' ذاكرا في هذا المجال مبادرة الإرهابيين المسجونين سمير سعيود و''عبد الرزاق البارا'' اللذين أيدا نداء "الأمير الوطني'' السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب المدعو ''أبو حمزة'' للمسلحين بالانخراط في سياسة المصالحة الوطنية والاستفادة من تدابيرها. وتتوازى نداءات القياديين السابقين في التنظيم، مع مراجعات عديدة صدرت عن مفتي الجماعات "الجهادية'' أنفسهم، وكذلك مع استنكار واسع من علماء الدين الذين زاروا الجزائر مؤخرا، والشائع أن هذه النداءات قد أحدثت نزيفا حادا في معاقل التنظيم الإرهابي، حيث تفرض قيادته حاليا رقابة على مستعملي أجهزة الراديو من قبل عناصره، أو تلقي إتصالات هاتفية من عائلاتهم.