تظاهر المئات من موظفي وطياري شركة الخطوط الجوية اليمنية أمام السفارة الفرنسية في صنعاء، أمس الاربعاء، مطالبين بالحقيقة حول حادث تحطم الطائرة اليمنية قبالة سواحل جزر القمر نهاية الشهر الماضي، ما أسفر عن 152 قتيل، كما اتهموا فريق البحث الفرنسي ببث "أخبار كاذبة". وسلم المتظاهرون رسالة إلى السفارة موجهة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبروا فيها عن "الاحتجاج الشديد" على أسلوب عمل الجانب الفرنسي في ما يتعلق بالتحقيق في الحادثة وأعمال البحث، واتهموا فريق البحث بأنه يزيد "الغموض والشك". وجاء في الرسالة أن فريق البحث الفرنسي في جزر القمر "لا يظهر أن لديه أي نية جدية صادقة في البحث ولا يصدر عنه، للأسف الشديد، سوى الأخبار الكاذبة المغذية للمزيد من الغموض والشك". وطالب المتظاهرون بالكشف عن الصندوق الأسود وعن مصير اليمنيين الذين قضوا في حادث الطائرة، ورفعوا شعار "أين الصندوق الأسود يا ساركوزي". وقال المتظاهرون في الرسالة "يا سيادة الرئيس نيكولا ساركوزي نرجو الا تسمحوا لأي سبب بأن يتحول العتاب إلى سخط والاستنكار إلى غضب والاحتجاج الى كراهية". وهددت الخطوط الجوية اليمنية الثلاثاء بإعادة النظر في طلبية لشراء عشر طائرات إيرباص "ايه 350" في حال استمرار "عدم التعاون" من قبل شركة التصنيع الأوروبية وفرنسا على خلفية تحطم الطائرة اليمنية. وكان مسؤولون فرنسيون انتقدوا حالة الطائرة المنكوبة وأشاروا إلى أنها كانت ممنوعة من الطيران في فرنسا، إلا أن اليمنيين أكدوا انه لم تكن هناك أي مشاكل في طائرة الايرباص ايه 310 التي تحطمت قبل ان تحط في مطار موروني، وانها كانت تقوم برحلات الى أوروبا. يذكر أن وسائل الإعلام كانت قد تناقلت تصريحات منسوبة لمسؤولين في جزر القمر، تتضمن توجيه الاتهامات للسفن الفرنسية المنتشرة في المياه الإقليمية لجزر القمر بإسقاط الطائرة اليمنية عن طريق الخطإ نظرا لمرور الطائرة في وقت كانت فيه السفن الفرنسية تجري مناورات غير معلنة. ونقل عن مسؤول قمري قوله إن السفير الفرنسي في موروني أكد لبعض كبار مسؤولي الحكومة القمرية أن قطعا حربية تنتمي إلى الأسطول الفرنسي كانت موجودة في مكان الحادث قبل يوم واحد فقط من تحطم الطائرة، وقال "لا نستبعد أن تكون الطائرة اليمنية قد تعرضت لصاروخ من إحدى القطع البحرية الفرنسية مما أدى إلى إسقاطها فورا". وأضاف "لا نستبعد حدوث هذا.. ليس عملا إجراميا، لكن يبدو أن الطائرة وجدت في الوقت الذي لا يجوز فيه أن توجد"، متهما البحرية الفرنسية الموجودة في موقع الحادث بتعمد إبعاد فرق الإنقاذ والإغاثة غير الفرنسية عن مكان الحادث. ولفت إلى أن اجتماعا عقده فريق الإنقاذ الحكومي القمري مساء الجمعة الماضية بمقر وزارة الخارجية، خلص إلى أن فرنسا لا تتعاون بما يكفي لإنقاذ الضحايا أو انتشال الجثث والعثور على حطام الطائرة. واعتبر أنه ليس هناك أي تقدم في العثور على مزيد من الناجين أو اكتشاف وانتشال جثث الضحايا ومتعلقاتهم، مؤكدا أن الفرنسيين يعرفون تحديدا مكان الطائرة لكنهم يسحبون الغواصين إلى مناطق أخرى. وأضاف "تم تشكيل فريق من الغواصين من أربع دول هي فرنسا واليمن والولايات المتحدة وجزر القمر، وبالفعل الغواصة الفرنسية حددت موقع الطائرة إلا أنها تمنع الوصول إليها بطرق ملتوية". وكانت السلطات اليمنية قد ابدت استغرابها من مسارعة مسؤولين فرنسيين إلى توجيه اتهامات متعجلة بأن سبب سقوط الطائرة يرجع إلى اختلالات فنية في الطائرة، مذكرين بملاحظات كانت ابدتها الجهات المعنية في فرنسا على الطائرة في العام 2007 وهو ما أثار ردود فعل قوية من الجانب اليمني، خاصة شركة الخطوط الجوية اليمنية التي أكدت أن طائرتها كانت على جاهزية تامة للسفر وأن الملاحظات الفرنسية على الطائرة اقتصرت على تجهيزات ترفيهية في مقصورة الركاب وتم معالجتها في حينه.ويؤكد مدير الصيانة بشركة الخطوط الجوية اليمنية حسن الحوثي أن كابتن الطائرة ووفقا لتأكيدات برج مطار موروني لم يصدر منه أي نداء استغاثة تفيد بوجود أي عطل فني في الطائرة، وانه تلقى تعليمات من برج المطار لتغيير اتجاه الطائرة نتيجة الرياح الشديدة التي واجهت الطائرة أثناء الهبوط.