قالت مصادر إعلامية، إن قرارا صدر في مصر يقضي بمنع نشر أعمال الروائي الجزائري رشيد بوجدرة على مستوى الهيئات الرسمية، ويتعلق الأمر بثلاث مؤسسات تعد من أكبر الهيئات الحكومية في مجال النشر في مصر، وهي دار الهلال، الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة، تضاف إليها سلسلتها ''آفاق الكتابة العربية'' التي يشرف عليها الروائي إبراهيم أصلان. وكانت سلسلة ''آفاق الكتابة العربية''، تعكف على إعادة طبع رواية ''المرث'' لرشيد بوجدرة، غير أن القرار الجديد جعلها تلغي المشروع، بحجة أن بوجدرة كاتب إباحي، وأعماله تتضمن تجاوزات جنسية وألفاظا تخرج عن الآداب العامة. ونقلت صحيفة ''السفير'' اللبنانية في عدد أمس الاول عن بوجدرة قوله إنه لم يتفاجأ بقرار رفض طبع مؤلفاته، ومنها على الخصوص ''المرث''، مضيفا انه ''اعتاد على مثل هذه الأمور''، وأنه يعلم برفضه بسبب ''جرأته''، وهو أمر ''لا يضايقني، بل على العكس يعطيني قوة وشجاعة لأكتب ما أريد دون أي رقابة ذاتية'' وللكاتب رشيد بوجدرة سوابق في مجال منع أعماله من النشر في مصر، لكن المفاجأة هنا تكمن في كون كل السوابق ارتبطت بالروائي المصري إبراهيم أصلان الذي سبق أن منع رواية ''التفكك''التي تتناول حرب التحرير الجزائرية، وقد تزامن القرار مع الأزمة الأدبية والسياسية التي فجرتها رواية السوري حيدر حيدر بعنوان ''وليمة لأعشاب البحر'' التي نشرتها سلسلة ''آفاق'' تحت رئاسة إبراهيم أصلان، ووقتها تراجع الاخير عن مشروع إعادة طبع "التفكك''، لكن بعد فوات الأوان، حيث اجبر وقتها من طرف الوصاية على تقديم استقالته من رئاسة السلسلة، تبعتها استقالات أخرى لكتاب تضامنوا معه من أمثال جمال الغيطاني ومحمد البساطي، بعدما حرروا بيانا مشتركا، دعوا فيه المثقفين المصريين لمقاطعة أنشطة وزارة الثقافة المصرية، غير أن الروائي إبراهيم أصلان عاد منذ حوالي سنتين إلى منصبه بالسلسلة التي أضيف إليها مصطلحان لتصبح ''آفاق الكتابة العربية''، وبعد ذلك مباشرة قرر إعادة نشر رواية ''المرث'' للكاتب بوجدرة بعد أن تنازل الأخير عن حقوق النشر ''إكراما'' للسلسلة وللروائي إبراهيم أصلان شخصيا، غير أن الأمور سارت في اتجاه معاكس بعد أن عرضت الرواية على النقاد الذين نصحوه بعدم المغامرة. سعيد. م