أكد جون براون المستشار الإعلامي لسفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، أن الجزائر كانت من بين الدول التي حرصت إدارة البيت الأبيض على استشارتها في مثل هذا الأمر، خاصة وأنه اعتبرها بمثابة شريك هام في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن التدابير الجديدة تشمل كافة المسافرين الذين يقصدون المطارات الأمريكية بما في ذلك الرعايا الأمريكيون، كما قال المتحدث إن التدابير بقدر ما تزيد من فعالية الأمن فإنها تعتبر أكثر مرونة. أكدت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر أن التعديلات الأخيرة التي طرأت على إجراءات مراقبة المسافرين عبر كافة مطاراتها جاءت بعد استشارة واسعة لشركائها من الحكومات وشركات النقل الجوّي، وأفادت أن بروتوكول الأمن الجديد تمّ تكييفه طبقا للملاحظات التي تلقتها إدارة البيت الأبيض من عدد كبير من الدول بما في ذلك الجزائر التي نجحت تحرّكاتها في إنهاء العمل ب ''القائمة السوداء'' التي كانت أُدرجت فيها . وقد أشار ''جون براون'' المستشار الإعلامي لسفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر إلى أن هناك نوعا من الغموض في التعامل مع التدابير التي أقرتها بلاده بالصيغة المُعدّلة، حيث أوضح في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر السفارة أن التحركات التي شرعت فيها كاتبة الدولة للأمن الداخلي ''جانيت نابوليتان'' قبل ثلاثة أشهر أثمرت بتعديل إجراءات تشديد الرقابة عبر المطار من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات مع حكومة الدول الصديقة بالإضافة إلى شركات صناعية وأخرى متخصصة في الملاحة الجوية. وأورد براون في مداخلته أن الجزائر كانت من بين الدول التي حرصت إدارة البيت الأبيض على استشارتها في مثل هذا الأمر خاصة وأنه اعتبرها بمثابة شريك هام في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن التدابير الجديدة تشمل كافة المسافرين الذين يقصدون المطارات الأمريكية بما في ذلك الرعايا الأمريكيون، فيما أبرز أن بروتوكول الأمن الجديد قابل للتعديل بشكل دوري وذلك بناء على طبيعة التهديدات الإرهابية التي تظهر بين الحين والآخر، وقال المتحدث إن التدابير بقدر ما تزيد من فعالية الأمن فإنها تعتبر أكثر من مرونة. وبالمقابل نفى جون براون أن تكون بلاده قد تعرّضت لضغوط بعد تشديد إجراءات المراقبة على رعايا عدد من البلدان التي أدرجتها ضمن ''القائمة السوداء'' دون غيرها، مضيفا أن واشنطن حرّة ولها كامل السيادة في اتخاذ القرارات التي تضمن سلامة وأمن رعاياها، مؤكدا لدى إجابته على سؤال في هذا الاتجاه بأن الجزائر حرة هي الأخرى في القيام بالمعاملة بالمثل بالقول ''هذا قرار يخصّها وهي سيدة في اتخاذه إذا ما استدعت الضرورة ذلك''. وفي نفس السياق تحدث المستشار الإعلامي للسفير الأمريكي عن إلغاء العمل ب ''القائمة السوداء'' عندما أكد أن هذا يخدم الجزائر التي طالما احتجت على ذلك، مبرزا أن الأمر يتعلق في الوقت الراهن بالبحث عن كافة الآليات التي تضمن محاربة تنامي التهديد الإرهابي عبر مختلف نقاط العالم، ولفت كذلك إلى أنه تمت الاستعانة بالعديد من التقنيات الحديثة وأنظمة صناعية متطورة في إطار إجراءات المراقبة بالإضافة إلى الاستعانة بالكلاب المدربة للكشف عن المتفجرات. في سياق متصل، كشف المستشار الإعلامي لسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن زيارة تدوم يوما واحد يُرتقب أن تقوم بها ابتداء من يوم الأربعاء المقبل كاتبة الدولة للعدل، ويتضمن جدول الأعمال التوقيع على اتفاقية تعاون قضائي رفيع بين البلدين تشمل في بنودها تبادل المعلومات في مختلف المجالات، وتحفّظ المتحدث عن تقديم تفاصيل أخرى حول هذا الملف وأوضح أن الاتفاقية تخصّ كذلك تبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب. للتذكير فإن التدابير الجديدة تخلت بشكل كامل عما يسمى ''التنميط العنصري'' في التعامل مع المسافرين الأجانب الى الولاياتالمتحدة، مع ملاحظة أن العرق او الدين يشكلان جزءاً من المعلومات المجتزأة لاختيار المسافر الذي سيطاله التفتيش. لكن هذا الامر سيحصل فقط عندما تكون هناك معلومات موثوقة تقترح ان شخصاً ما هو إرهابي محتمل. وستتطلب التدابير تعاونا من شركات الطيران وبعض الحكومات، وستكون هناك عقوبات على شركات الطيران في حال لم تطبق هذه الإجراءات. وما تحصل عليه المطارات الامريكية حاليا هو فقط المعلومات المتوفرة في جواز سفر لتقارنها مع لائحتها لمراقبة ''الإرهابيين''. وفي السياق نفسه أشارت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الى ان وزارة الامن القومي تحصل ايضاً على معلومات اذا ما توقف مسافر في اي مطار امريكي قبل الوصول الى وجهته الأخيرة، وكيف دفع ثمن التذكرة والفندق الذي سينزل فيه، او اذا كان المسافر وحده او يرافقه احد. وهذه المعلومات ترسل مسبقاً الى الولاياتالمتحدة قبل 48 ساعة من السفر بحسب الصحيفة التي اعتبرت ان جمع هذه المعلومات كان محل خلاف دائم بين المسؤولين الامريكيين والأوروبيين. ورأت أن متابعة كل مسافر الى الولاياتالمتحدة سيشكل تحدياً لوجيستياً، على عكس التفتيش العشوائي الذي كان يحصل سابقاً.