رضخت الجماعات الإرهابية لرغبة سكان بوغني وقررت ليلة أول أمس إطلاق سراح (ح، علي) 80 سنة، المختطف منذ 25 يوما بقريته آث كوفي بتيزي وزو دون أن تدفع عائلته أي فدية لهم، لينقله مباشرة بعد ذلك أبناؤه إلى الرغاية و إبعاده عن المنطقة حتى تتحسن وضعيته النفسية. وهكذا تنتصر المقاومة الشعبية وتقتلع ظاهرة الاختطاف من منطقة القبائل بعد أن غرست جذورها منذ نهاية 2005 وامتصت أموال أغنياء المنطقة. ويأتي هذا الانتصار 24 ساعة فقط بعد إطلاق سراح تاجر بني دوالة (ت، فريد) 37 سنة، الذي اختطف في الظ 7 افريل المنصرم دون ان تدفع عائلته أي فدية للمختطفين. وقد انتشر منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس بقرى تيزي وزو خبر إطلاق سراح الشيخ المختطف الذي استقبله سكان المنطقة بفرح واطمئنان على إثمار جهود قرية آث كوفي التي قررت ومباشرة بعد اختطاف الشيخ ومطالبة المختطفين ب3 ملايير فدية عدم دفعها مهما كانت الضغوط. وقد قام سكان بوغني بإضراب عام الخميس مطالبين بالإفراج عن الشيخ وهو مقاول متقاعد بعد حركة مشابهة في الثلاثين من مارس تجمع خلالها آلاف الأشخاص من القرى المجاورة. وعقب المسيرة والاحتجاج اللذين نظمهما الآلاف من المواطنين بمدينة بوغني، وأعطوا فيهما مهلة 24 ساعة أخيرة للمختطفين لإطلاق سراح الضحية، قبل المرور إلى الحلول الراديكالية ومطاردتهم في الجبال والوديان لاسترجاعه بالقوة، اتصل الخاطفون هاتفيا بابن الضحية لدعوته للتنقل إلى ضواحي معاتقة لتسليمه أبيه، هذا الاتصال أثار حفيظة وشكوك الابن في وجود مؤامرة أو مصيدة أخرى قد تستهدف شخصه هو الآخر، ورد عليهم بتجديد مطلبه بإطلاق سراح الرهينة مؤكدا على أنه يعرف جيدا كيف يتدبر أموره لوحده. وقد شلت الحركة واختفت مظاهر الحياة طيلة الخميس الماضي بمدينة بوغني التي شهدت إضرابا شاملا طال جميع المرافق والهيئات والمصالح العمومية وكذا المحلات التجارية، كما شهدت المدينة مسيرة ضخمة اختتمت باعتصام وتجمع شعبي على مستوى مقر الدائرة، حيث تم استقبال وفد من المحتجين من طرف رئيس الدائرة، والذي بدوره عقد اجتماعا طارئا مع كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوغني ومسؤولي الأمن بالمنطقة. ويبدو أن التضامن الشعبي غلب مخططات الجماعة الارهابية التي توعدت بقتل المختطف ما لم تسدد فدية، رغم تخفيض الإرهابيين لقيمة الفدية المطلوبة، حيث عاود الإرهابيون الاتصال عقب الحركة الاحتجاجية بأعضاء التنسيقية، وهذا لإخبارهم بأنهم قرّروا رفع قيمة الفدية مع تهديدهم بتصفية الشيخ في حال إطالة مدة تسليم المبلغ المطلوب ومن دون تحديد مهلة لذلك. ويأتي هذا الانتصار الكبير على الإرهاب بعد 5 أشهر من انتصار سكان بلدية ايفليسن الذين كانوا السباقين لوضع حد للظاهرة وتجفيف منبعها بقرارها عدم دفع فدية للجماعة المسلحة التي اختطقفت (ط ع) صاحب محل لبيع المشروبات الكحولية بقرية ايفليسن وطالبت ب 700 مليون سنتيم لتخفضها فيما بعد ل 200 مليون لينتهي بها المطاف مع إصرار سكان المنطقة بعدم الدفع إلى إطلاق سراحه دون فدية . وبذلك وصل عدد المختطفين الذين تم إطلاق سراحهم دون فدية منذ قرر سكان المنطقة التصدي للمختطفين إلى ثلاثة، الأول كان بإفليسن والثاني ببني دوالة ليسجل الثالث ليلة أول أمس ببوغنى، فاتحة بذلك صفحة جديدة كتب عليها لا مليار ولا حتى دينار للارهابيين في منطقة القبائل .