طالب كمال فخار الدين، رئيس فدرالية جبهة القوى الاشتراكية، في غرداية، من رئيس الحزب حسين أيت أحمد بوضع حد ل ''تصرفات'' السكرتير الأول كريم طابو، وترجاه الدخول إلى الجزائر في أقرب وقت والأخذ بزمام أمور الحزب. وفي الاتهامات يقول فخار الدين، إن بهذه الطريقة حولت الأفافاس من حزب عتيد محترم ومهاب إلى مجرد إطار فارغ. ودعاه إلى ''غلق الباب أمام الانتهازيين وذوي المصالح، وهذا بتجميد المشاركة في كل الانتخابات إلى حين رفع حالة الطوارئ وإرساء نظام ديمقراطي حقيقي، وكذا إعادة الدور الريادي الوطني للحزب وهذا بالتواصل مع جميع المواطنين النزهاء والشخصيات المحترمة النظيفة وذات المصداقية دون شروط مسبقة، ما عدا احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وخاصة التسامح واحترام الآخر في اختلافه، لتكوين جبهة يكون دورها الأساسي العمل على تغيير النظام القائم الفاسد جذريا، لتحسين أوضاع المواطنين وتجنيب البلاد كارثة انفجار الأوضاع، التي إن حدثت لن يستطيع أحد التحكم فيها. وقال فخار الدين في رسالة حصلنا على نسخة منها، إن دور الحزب في هذه السنوات الأخيرة عاد إلى درجة الانعدام، إلا أن الأمين الوطني للحزب لم يتخذ أي موقف ميداني يذكر لتحسين أوضاع المواطنين، وهو القاعدة لكل عمل حزبي جاد، واكتفى بسب وشتم الجميع، خاصة في القنوات الفضائية بمناسبة الانتخابات الرئاسية، مما أعطى وجها منفرا للمعارضة وخاصة للحزب، أما احتجاجات المواطنين فبقيت بدون أي اهتمام أو متابعة وكأنها تقع في مجرة أخرى، بالرغم أن احتجاجات سكان ديار الشمس التي دامت لعدة أيام لا تبعد إلا حوالي 500 متر عن مقر سكن السكرتير الأول، مما جعل مصداقية الحزب وتاريخه الحافل وسمعته الحسنة في تضاؤل وانكماش في مختلف أرجاء الوطن. أما على المستوى الداخلي للحزب فالكارثة أعظم، يقول فخار الدين إنه منذ تولي السيد "كريم طابو'' لمقاليد الحزب كان شغله الشاغل وهمه الدائم كيف يسيطر على الكل وعلى كل شيء في الحزب، بكل الطرق والوسائل حتى البوليسية والستالينية منها. ومع مرور الوقت، خاصة بعد تنظيمه للمؤتمر الرابع للحزب، شكل فريقه من المتملقين الذين لا يهمهم إلا التواجد في القوائم الانتخابية، وخاصة على رأسها، وهذا بإظهار المزيد من التملق والولاء للحاكم المطلق ''كريم طابو''، وعمل في نفس الوقت على إقصاء كل المعارضين لممارساته وكل شخصية أو إطار يمكن أن يوجه له أدنى نقد، وهذا بمختلف الذرائع والتهم الجاهزة. ويقول فخار الدين إن الملاحظ والمتتبع للساحة السياسية الوطنية يصدم بالغياب التام لحزب جبهة القوى الاشتراكية عنها، فبعد ما كان الحزب المعارض القوي الذي يحسب له ألف حساب ويقدم اقتراحات وحلولا للأزمات الجزائرية ومنها المصالحة السياسية أو عقد روما ''سانت ايجيديو'' وكذلك التخطيط الرائع للانسحاب الذكي من الانتخابات الرئاسية ,1999 نلاحظ حاليا تقلص دور الحزب في هذه السنوات الأخيرة إلى درجة الانعدام. وختم المتحدث قائلا: سيدي الرئيس يبدو أن الشاب الجامعي المثابر ''طابو كريم'' الذي عينتموه على رأس الحزب لإعطائه نفسا جديدا ودفعا قويا قد تحول نظرا لتدخل عوامل خارجية لم تكن في الحسبان، من طالب جامعي إلى شخص يحاول أن يراقب ويتحكم في الكل وفي كل شيء.