يبدو أن قبول إيران بالمقترحات التركية البرازيلية بخصوص نقل الوقود النووي على حساب كل من الصين وروسيا يحمل دلالات من أن الأمور لم تعد تسير حسبما كان سائدا بين إيرانوروسيا سابقا حيث كانا يشكلان حلفا استراتيجيا تشتري إيران الأسلحة من روسيا وتتحالف معها على مستوى القطاع النفطي وتدافع روسيا عن إيران في المحافل الدولية وخصوصا في مجلس الأمن الدولي من خلال تحفظات على العقوبات الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبين الصين وإيران علاقات جيدة تحولت إلى حلف مع روسيا في مواجهة الحلف الأمريكي الفرنسي البريطاني. لم تعبر روسيا صراحة عن رضاها فيما يخص الاتفاق المبرم بين إيران وتركيا والبرازيل رغم الترحيب الدولي والتحذير الأمريكي والتشكيك الفرنسي والتهديد البريطاني، ويظهر أن روسيا عبرت بطريقتها عن مدى تذمرها من الاستبعاد الإيراني لها على الرغم من التعاون الوثيق بين الطرفين،وقد قال الرئيس الروسي إنه من الضروري إجراء مشاورات إضافية للإجابة عن المسائل العالقة بشأن الاتفاق ، وعبرت روسيا عن تأييدها المباشر لمشروع العقوبات الأمريكية في مكالمة هاتفية بين وزيري خارجية روسيا سيرجي لافروف والسيدة هيلاري كلينتون، ما استدعى نقدا إيرانيا مباشرا لروسيا على لسان رئيسها أحمدي نجاد الذي قال '' لو كنت مكان المسؤولين الروس لكنت أكثر يقظا عند اتخاذ موقفي و أضاف في إشارة الى موقف روسيا من اتفاق التبادل '' كنا نتوقع من دولة جارة وصديقة أن تدافع عن إعلان طهران الموقع من تركيا والبرازيل '' ، وبين هذا وذاك تتجه العلاقات بين البلدين حسب المحللين والملاحظين الى الجمود حيث امتنعت موسكو عن اتمام صفقة صواريخ '' إس ''300 مع إيران بحجج تقنية ، فضلا عن أن روسيا بدأت تميل الى الطروحات الأمريكية بنوع من التحفظ بسبب جملة من الحوافز الأمريكية في قضايا وملفات لها علاقة بالصراع بين الكتلتين سابقا وحاليا. ويعتقد البعض أن القلق الإيراني من تحول الموقف الروسي نابع من الخوف من أن تتغير مواقف الصين البلد العضو في مجلس الأمن الدولي، فالصين على الرغم من أنها بلد شيوعي إلا أنها دولة تنتهج سياسة براغماتية وهي لا تريد أن تعيش بمعزل عن المجتمع الدولي وعن الدول العضوة في مجلس الأمن الدولي ورغم كل هذا يحتمل أن تعيد إيران بعض من مواقفها المتشددة لأنها بحاجة الى كل من روسيا والصين أكثر من حاجة البلدين المذكورين لإيران . ويُعتقد أنّه على الرغم من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع تركيا والبرازيل يستجيب لبعض المطالب الغربية إلا أن عدم استسلام إيران للولايات المتحدةالأمريكية مباشرة هو الذي أثارها، وبالتالي رفضتها وشككت فيها وأن الرفض الأوروبي خصوصا الفرنسي والبريطاني يعود بالأساس الى التبعية المطلقة للنظامين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولن يتغير الوضع مع النظام الجديد في بريطانيا مع المحافظين لأنهم ببساطة أشد وطأة على العرب والمسلمين رغم اختلاف المعادلات بين الدول الإسلامية. على صعيد آخر أكدت تقارير إعلامية أنّ الاندفاع الإيراني في مواجهة الغرب والصمود أمام العقوبات يعود بالأساس إلى أن العديد من الشركات الغربية المعنية لا تحترم قرارات مجلس الأمن حيث كتبت مجلة '' وول ستريت جورنال '' مقالا تحت عنوان '' تجارة النفط مع إيران تزدهر في الخفاء '' قالت فيه أن بعض الشركات تتعمد إخفاء معاملات أعمالها مع إيران مثل شركة '' شل '' و '' بي بي ''، وقال التقرير أن إيران في الفترة الحالية أي ماي 2010 لا تستورد سوى 100 ألف برميل من البنزين يوميا، بينما تواصل في الوقت الجاري تصدير نحو مليوني برميل من النفط يوميا، وهذا يعني أن الأمريكيين يستهلكون نفطا إيرانيا يشترونه من شركة '' شل '' التي تعدّ واحدة من أكبر شركات بيع المنتجات النفطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية.