أكد الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي يوم الخميس أن تخليد اليوم الوطني الصحراوي للشهداء "يحمل رسالة إلى الأجيال الصحراوية المتلاحقة للمضي على درب النضال والكفاح المستميت من أجل انتزاع حقوقنا المسلوبة" مبرزا أن ما حققه الشعب الصحراوي من مكاسب وإنجازات "هو تأكيد على صواب القرار وصحة الاختيار وحتمية الانتصار".وقال الأمين العام لجبهة البوليساريو في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى ال41 ل«يوم الشهداء" الموافق للتاسع يونيو من كل سنة أن تخليد هذا اليوم "هو دعوة متجددة للوفاء للعهد الذي قطعه الشعب الصحراوي بالمضي على نهجهم نهج الوحدة الوطنية المقدسة والتضحية والعطاء واسترخاص الغالي والنفيس في سبيل أهداف سامية نبيلة. إنه تخليد يحمل في طياته رسالة إلى الأجيال الصحراوية المتلاحقة للمضي على درب النضال والكفاح المستميت من أجل انتزاع حقوقنا المسلوبة وإقامة دولتنا على كامل ربوع الوطن العزيز. فمن لا وطن له لا كرامة له ومن لا كرامة له لا يستحق الوجود". و عبر الرئيس الصحراوي عن افتخاره ب«أن الأجيال الصحراوية كانت فعلا في المستوى وتلقفت بحماس باهر تلك الدعوة وتلك الرسالة. وإن صمود الشعب الصحراوي ومقاومته الباسلة وما حققه من مكاسب وإنجازات على مختلف الصعد وفي شتى المجالات إنما هو تأكيد على صوابية القرار وصحة الاختيار وحتمية الانتصار". و "بهذا الوفاء لعهد الشهداء وبهذه الإرادة الصلبة التي لا تلين يبرز السيد غالي - استطاع شعبنا رغم كل الظروف والصعوبات أن يواجه بجيشه المغوار ومناضلاته ومناضليه الصناديد قوة الاحتلال الغاشم المدعومة من طرف قوى عظمى وجيوشها الجرارة وسياساتها القائمة على التوسع والعدوان والنفي والإبادة وها هي انتفاضة الاستقلال المباركة تجسد ميدانيا قوة التحدي والرفض الأبدي للاحتلال المغربي رغم كل أساليبه القمعية الوحشية والحصار والتضييق والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان". وأضاف قائلا ان الشعب الصحراوي يخلد في هذا التاريخ من كل عام اليوم الوطني للشهداء "لنقف وقفة ترحم وإجلال وتقدير أمام أولئك النساء والرجال العظماء الذين قدموا أغلى ما يملكون أرواحهم الطاهرة من أجل حرية وعزة وكرامة ورفعة الشعب والوطن. لم يخامرهم أدنى شك ولم يترددوا لحظة في التسابق نحو ميادين الشرف وكلهم إيمان وقناعة راسخة بقضيتهم العادلة وثقة مطلقة في حتمية الانتصار". «لقد رحل عنا الشهداء بأجسادهم - يضيف الرئيس الصحراوي - بعد أن سقوا بدمائهم الزكية كل شبر من ربوع وطننا الحبيب وقدموا لنا أصدق الدروس وأنبل القيم فكانوا خير مثال وأروع نبراس لقدرة الإنسان على التسامي فوق كل الاعتبارات المادية والدنيوية العابرة والانطلاق في رحاب المجد والإباء والخلود. إنهم شموع وضاءة قررت الاحتراق على الأرض لتغدو نجوما متلألئة في السماء تنير دربنا في معركتنا الوجودية من أجل الحرية والاستقلال".وخلال كلمته عدد السيد غالي خصال الشهيد مصطفي الولي السيد " الرمز الوطني الصحراوي الخالد القائد والمؤسس الذي استطاع خلال فترة وجيزة في عمر لم يصل الثلاثين أن يقود باقتدار بحكمة وشجاعة ثورة وطنية شعبية انتشلت شعبا كاملا من براثن الاستعمار والجهل والتخلف والتبعية وانطلقت به في رحاب التحرر والانعتاق وبناء دولته المستقلة". وخلال كلمته وقف الأمين العام للبوليساريو على محطات من حياة الشهيد الولي الذي أسس إلى جانبه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و خطط لاندلاع الكفاح المسلح وتأسيس جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقيام الوحدة الوطنية وإعلان الدولة الصحراوية والتأسيس للإدارة والمؤسسات الوطنية وفتح قنوات الاتصال مع العالم الخارجي وغيرها مشيرا إلى ان " كل ذلك انطلاقا من واقع سياسي واجتماعي واقتصادي يلامس العدمية وفي ظل أجواء الاجتياح والغزو والقنبلة والتقتيل والتشريد والحرب المسلحة الشرسة والحصار الإعلامي في سياق مؤامرة دولية تكالبت فيها قوى الاستعمار والطغيان مع دولة الاحتلال المغربي لمصادرة حق شعب بأكمله في الحياة والوجود". ويحي الشعب الصحراوي في التاسع من يونيو من كل سنة اليوم "الوطني الوطني للشهداء" تخليدا لذكرى وفاة الشهيد مصطفي الولي السيد.