بعد الوعي التام بالخطر الكبير الذي شكله فيروس كورونا "كوفيد 19"، أظهرت الجائحة الوبائية مدى عمق العمل التضامني بين أبناء ولاية تيسمسيلت، ومدى تفاعل الجميع في المشاركة لأجل تقديم العون والمساعدة للتغلب على الوباء، حفاظاً على أرواح المواطنين، وكشفت أزمة كورونا التي تعصف بالعالم برمته في الوقت الراهن، جوانب ايجابية عن حجم التكافل الاجتماعي وتوطيد أواصر التعاون في أوقات الشدة، كما عززت من روح المسؤولية والتضامن بين المواطنين، وانتشرت عديد المبادرات التطوعية من شباب وجمعيات وهيئات، من أجل كبح انتشار الجائحة و كذا التخفيف من أضرارها. ولقد أظهر هذا الوباء كيف يمكن لبعضنا أن يقوي البعض الآخر، بين مختلف الفئات (خاصة الهشة منها)، بالإضافة إلى توعية المواطنين لبعضهم البعض بخطورة وجدية الوضع، والحث على اتباع نصائح الوقاية والأمان للحد من تفشي الفيروس، كما طفت للواجهة أيضا في الفترة الأخيرة عمليات واسعة لجمع التبرعات من أجل العائلات المحتاجة والعائلات التي تضررت من خلال هذا الوضع الصعب، وكذلك برزت مبادرات تطوعية مثل توزيع الكمامات في الأماكن العامة، وكذا الطرود الغذائية والوسائل الطبية الضرورية للوقاية، مع تنظيم طوابير مراكز البريد، و تعقيم الشوارع والمحلات والمرافق العمومية، بالإضافة إلى ذلك اطلاق رواد منصات التواصل الاجتماعي لحملات التوعية والتحسيس بمخاطر الوباء. ولم تكن هذه الصور المشرقة التي صنعها مواطني ولاية تيسمسيلت في عز الازمة سابقة من نوعها، بل هي عادة اعتاد عليها أبناء الونشريس بالوقوف يدة واحدة في المحن والأزمات، وتبقى ظاهرة التضامن الإنساني في الظروف الصعبة وأثناء الأزمات والكوارث، صفة إنسانية راسخة لدى كل الشعب الجزائري على وجه العموم، ومع ذلك تبقى مثل هذه العمليات التضامنية بحاجة إلى تنظيم وتأطير، وتطبيق لكامل الإجراءات الاحترازية والوقائية.