قتل عشرة على الأقل في هجوم نفذته طائرة استطلاع بدون طيار يعتقد أنها أميركية على منزل في باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية، بعد يوم من إعلان حركة طالبان وقفا مؤقتا لإطلاق النار في وادي سوات شمال البلاد.فقد ذكر مصدر أمني باكستاني أن صاروخين سقطا على منزل في مديرية كورام في منطقة القبائل الباكستانية المتاخمة للحدود الأفغانية في أول هجوم من نوعه يقع في هذه المنطقة القريبة من بلدة باغان.ووفقا للمصدر المذكور سارعت مجموعة من عناصر حركة طالبان باكستان بتطويق المكان ومنعت الاقتراب منه.وتأتي هذه الغارة بعد يومين من غارة مماثلة استهدفت منزلا يؤوي عناصر من "المجاهدين الأوزبك" في منطقة لاده جنوب وزيرستان ما أسفر عن مقتل 28 شخصا وجرح أكثر من 15 آخرين.وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي نفى في تصريح صحفي أن تكون حكومته قد منحت تصريحا بتنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار في أراضيها وذلك في رد على سؤال بشأن تصريحات أميركية أشارت إلى أن الهجمات الصاروخية على منطقة وزيرستان تنطلق من الأراضي الباكستانية.وشدد الوزير الباكستاني على أن الحكومة على دراية كاملة بالموقف السائد ملوحا باستخدام القوة عند الضرورة.وتأتي الغارة الجديدة بعد يوم واحد من إعلان حركة طالبان باكستان بزعامة بيت الله محسود وقفا لإطلاق النار مدته عشرة أيام في وادي سوات بشمال غرب باكستان حيث تجرى مفاوضات بخصوص إعادة الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسيا للقوانين في المنطقة.وقال متحدث باسم الحركة إن إعلان وقف إطلاق النار المشروط يأتي بادرة حسن نية تجاه المفاوضات الجارية حاليا بين مولوي صوفي محمد والحكومة.وفي هذا الإطار نقل عن وزير الإعلام في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي (سرحد) ميان افتخار حسين -الذي التقى بمولوي محمد صوفي- قوله "إن الأمور تتحرك في الاتجاه الصحيح وبعد موافقة الحكومة الاتحادية سيتم إعلان قواعد إنفاذ العدل" في إشارة إلى إعادة فرض قوانين الشريعة الإسلامية في وادي سوات. ووفقا لمسؤولين باكستانيين أعربت الإدارة الأميركية الجديدة عن انزعاجها مما وصفته احتمال أن تذعن الحكومة الباكستانية لمطالب إعادة تطبيق الشريعة. وشدد على أن البديل الأنسب هو زيادة عدد الجنود من أجل إعادة فرض قانون الدولة في المنطقة، مع العلم أن الجيش الباكستاني حاول القيام بذلك لكنه أخفق وتسبب في زيادة التوتر في المنطقة.