حظيت فنون الديكورالمتضمنة في العمارة التقليدية الصحراوية وكيفية تثمينها وتفادي اندثارها باهتمام كبير من طرف المشاركين في اليوم الثاني من أشغال الملتقى الوطني حول المهارات التقليدية في فنون الديكور بالصحراء المنعقد على مدى ثلاثة أيام بالوادي. وقدمت ضمن هذا المحور عدة مداخلات تبعت بنقاشات واسعة تركزت جلها في اتجاه بحث كيفيات تثمين فنون الديكور بالصحراء أمام تحديات العولمة و إبراز أهمية ممارسي المهارات التقليدية في هذا المجال حيث أبدى المشاركون اهتماما كبيرا بفنون الديكور الكثيرة و المتنوعة المتضمنة في العمارة التقليدية الصحراوية. وأكدت في هذا الصدد حاوي بن سعادة سميرة وهي أستاذة جامعية في الهندسة المعمارية وباحثة في هذا المجال " أن مكانة العارفين و ممارسي المهارات التقليدية في فنون الديكور بالصحراء في مجال العمارة الصحراوية التقليدية ستتدعم من خلال الحاجة الماسة إليهم في مشاريع الترميم الواسعة التي تعرفها الكثير من العمارات والمعالم ". وأبرزت المتحدثة الدور الهام الذي يؤدونه في مجال تثمين مثل هذه الفنون الجمالية على اعتبار أنهم يعملون على مراعاة الجانب الجمالي وبأدوات بسيطة خلال عملية البناء في مجال العمارة التقليدية الصحراوية. وأشارت حاوي -وهي أيضا مهندسة معمارية في ميدان ترميم المعالم الأثرية والمعمارية المحفوظة- إلى أن "عملية تثمين فنون الديكور داخل العمارة التقليدية الصحراوية تستمد قوتها من كون هذه العمارة ذاتها تملك بعدا جماليا يدفع إلى المحافظة عليها إضافة الى البعد العملي الموجود في البناء". وأكدت الخبيرة المعمارية "على ضرورة إجراء بحوث حول التراث الضخم الموجود حاليا في ميدان العمارة الصحراوية التقليدية وما تحتوي عليه من فنون الديكور ووضع حصيلة هذه البحوث ضمن أرشيف محكم من أجل الحفاظ على فنون الديكور المتضمنة فيه" -مضيفة في نفس السياق- أنه "لا بد أيضا من استغلال ما توصلت إليه البعثات العلمية الأجنبية خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي كأرشيف بهذا الخصوص". وقالت في مداخلتها أيضا أنه في ظل التغييرات التي طرأت بفعل العولمة- على الفنون الجمالية المتضمنة في الديكور الصحراوي للعمارة التقليدية الصحراوية فان عمليات البحث و الأرشفة المشار إليها "سوف لن تسمح فقط بإجراء عمليات ترميم جيدة ولكنها ستسمح أيضا بوضع مرجعية للمشاريع الجديدة في هذا المجال يمكن معها تفادي العشوائية في العمل". ومن جهته يرى حموين عبد المجيد أستاذ في قسم الهندسة المعمارية بجامعة بشار"ضرورة تفادي التقنيات الحالية المستعملة في بناء" القباب" التي ترافق بناء العمارات الصحراوية في منطقة "الساورة".وأشار في هذا الخصوص أن تقنية "التلبيس" المستعملة حاليا في بناء هذه "القباب" الصحراوية تجعلها مكلفة ماليا بالنظر إلى أن انجازها يحتاج إلى الحديد و الاسمنت وعلى نحو يهددها بالاندثار نظرا لارتفاع كلفتها المالية."ويرى حموين " أن البديل عن هذه الوضعية يتمثل في اللجوء إلى استعمال الطوب ذي الشكل المستطيل المائل مع اعتماد انجاز" القباب" جزءا بجزء" -مشيرا- إلى أن العودة إلى استعمال هذه الطريقة التقليدية كفيل بتثمين هذا النوع من فنون الديكور وحمايته من اكتساح التقنيات الجديدة التي أنتجتها العولمة.