في أواخر عام 2006 تم بشكل رسمي إغلاق وادي كنيس (الجزائر العاصمة) السوق الشهيرة لبيع الأثاث و الأشياء المختلفة بأرخص الآثمان في ذات الوقت الذي قام فيه بعض الأصدقاء الظرفاء بإطلاق موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت بالمجان خاص بالإعلانات التجارية المصغرة أطلقوا عليه اسم ...وادي كنيس. في هذا الصدد أكد أحد مبدعي هذا الموقع يدعى جمال "أننا كنا بصدد البحث عن اسم نطلقه على موقعنا و لدى سماعنا على أمواج الإذاعة بأنه قد تم غلق سوق وادي كنيس بشكل نهائي لم نتردد عندها و لو لوهلة في تسميته بهذا الاسم". و بهذا بدأت مغامرة موقع وادي كنيس.كوم (ouedkniss.com) الذي يعد أحد أولى مواقع التسوق عبر النت في الجزائر. و قد عرفت هذه المبادرة التي كانت في البداية مجرد فكرة بسيطة لإنشاء موقع للاتصالات على شبكة النات تطورا سريعا بفضل جمال و هشام و احمد و محمد و مهدي الذين يعدون من المولعين بمجال الإعلام الآلي ليصبح رابطا حقيقيا بين عشرات الآلاف من أصحاب الإعلانات الصغيرة الراغبين في بيع أو شراء أو مبادلة مختلف المنتجات. كما أكد جمال لدى تلقيه الجائزة الثانية "لأحسن موقع تسوق جزائري" الذي تم منحها خلال احدث دورة للصالون الدولي لتكنولوجيات الإعلام أن "الموقع الذي كان يستقطب ألف زائر يوميا عند انطلاقه في جانفي 2007 أضحى يعد اليوم اكثر من 25000 متصفح للموقع يوميا". أما بخصوص الازدياد المطرد لزائري الموقع فذلك راجع على ما يبدو "إلى الجدية" و "جو الثقة" الذي ما فتئ الموقع يكرسه لفائدة منتسبيه و ذلك من خلال ترسيخ قواعد تجارية و سلوك يحترمها الجميع. و حسب أقوال القائمين على الموقع فان "عدم الجدية و العمليات التجارية المشبوهة غير مسموح بها في الموقع بفضل وضع جهاز كاشف يسمح لنا بتحديدهم منذ البداية و بالتالي إقصائهم" أما مهدي فقد ارجع النجاح النسبي للموقع إلى هذه الروح ثم إلى "حديث الناس" الذي تولى الباقي. و يؤكد هؤلاء الشباب بكل فخر انه حصل و أن قام رواد الموقع بالدفاع عنه بشدة لما يقوم هؤلاء أحيانا و بدون إظهار هويتهم بانتقاد موقعهم في محاولة منهم لمعرفة مدى شعبيته. في ذات الصدد أوضح جمال أن "الموقع قد سمح لعديد مستعملي شبكة الإنترنت بالقيام بصفقات تجارية جيدة لبيع أو شراء منتجات مختلفة بكل أمان كما انه يعد لعديد منهم علامة ضمان مؤكدة لم يتم تكذيبها بعد و لذلك يمنحونه كل هذه الشهرة" كما اقر بأنه هو نفسه اشترى هاتفا نقالا من خلال عرض ظهر على الموقع. يوفر اليوم الموقع الذي يعرف تطورا ملفتا فضاءات لتجار محترفين يسمح لهم بإنشاء "مواقعهم" الخاصة داخل وادي كنيس بفضل استعمال محرك البحث الخاص به. و قد أدت صيغة إنشاء مواقع مصغرة داخل موقع وادي كنيس إلى انضمام خمسين مهتما سيما من وكالات عقارية منها 35 أنشئت مواقعها داخل الموقع الرئيسي. و بإنشاء المواقع المصغرة أضحى الموقع مع بقائه مفتوحا للمواطنين يتجه نحو الاحترافية و اصبح يأخذ بشكل تدريجي طابع موقع إلكتروني "للتسوق". و بما أن الثقة تعد أهم شيء في جميع النشاطات التجارية فان موقع وادي كنيس يسهر على تكريسها على مستوى المواقع المصغرة الموجودة لديه من خلال العمل على "مطابقتها" بإنشاء بطاقية خاصة بكل واحد منها. و لإعطاء الطابع التكاملي للموقع كان لزاما عند الدخول إلى عالم التجارة الإلكترونية (إي-كومارس) استعمال الدفع الإلكتروني و هو ما أشار إليه جمال حيث أكد "أن ذلك ما نحن بصدد تحقيقه" مضيفا أن الموقع ينوي إطلاق هذه الخدمة بالشراكة مع ثمانية بنوك التي استجابت لهذا المقترح. و عندئذ ستكون التجارة الإلكترونية التي هي في أولى خطواتها قد سجلت أول دخول رسمي و قوي لها في الجزائر.