حثت الولاياتالمتحدة أول أمس قادة شمال السودان وجنوبه على تنفيذ اتفاق السلام المبرم عام 2005 والذي وضع حينها حداً لأطول حرب أهلية بالقارة الأفريقية. جاء ذلك أثناء الاجتماع الذي نظمته الولاياتالمتحدة في واشنطن واستضافت فيه بعض رموز شمال السودان وجنوبه بغرض تقييم تطبيق اتفاق السلام واستعراض العقبات المختلفة على طريق تنفيذه. وحضر الاجتماع ممثلو أكثر من عشرين دولة بينهم الجنرال لازاراس سيمبويا الوسيط الكيني الذي لعب دوراً كبيراً في توصل الطرفين لاتفاقية نيفاشا في كينيا عام 2005. وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غريشن، إن اجتماع واشنطن حول تنفيذ اتفاقية السلام السودانية يهدف إلى إحياء اهتمام العالم بالمساعدة لضمان تطبيق تلك الاتفاقية على الوجه الأكمل، ودعا الدول المشاركة للتضافر من أجل تحقيق ذلك. وتتركز الخلافات بين الجانبين على طريقة تنفيذ اتفاق السلام وقد تعود بالبلاد إلى حالة الصراع ما لم يتم تسويتها قبل صدور حكم بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها في جويلية وانتخابات من المقرر إجراؤها في عام 2010 واستفتاء على مصير الجنوب عام 2011. من جهته قال نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيم ستاينبرغ في كلمة له في الاجتماع "نواجه بعض المراحل المهمة للغاية في المستقبل القريب وسترسي تلك الأحداث الأساس للأفضل أو للأسوأ بالنسبة إلى مستقبل السودان". وينص اتفاق السلام الشامل الذي وقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان على فترة انتقالية تتولى فيها السلطة حكومة ائتلافية من الشمال والجنوب وعلى اقتسام الثروة النفطية وتنتهي هذه الفترة بعد 18 شهرا باستفتاء الجنوب. ومن بين نقاط الخلاف المهمة السيطرة على منطقة أبيي الغنية بالنفط، ويدعي الشمال والجنوب أحقيتهما في أجزاء منها وتقع اشتباكات بين قوات الجانبين منذ اتفاق 2005 الذي وضع حدا لحرب أهلية استمرت 20 عاما وأودت بحياة مليوني شخص. ومن المقرر أن تصدر محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حكمها بشأن النزاع في جويلية المقبل. ويسود على نطاق واسع اعتقاد بأن من الصعب للغاية إيجاد حل يرضي الجانبين.