لوّحت الولاياتالمتحدة مجددا باللجوء للخيار العسكري لمعاقبة كوريا الشمالية على إغراق سفينة حربية لجارتها الجنوبية التي خففت من حدة انتقاداتها بعد تحويل القضية برمتها إلى مجلس الأمن الدولي. فقد أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في تصريحات إعلامية بثت أمس أن بلاده وحلفاءها في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها الإقليمي لا يتمتعون بمجال واسع من الخيارات الفعالة دبلوماسيا ضد كوريا الشمالية ما لم يكن ذلك معززا بالخيار العسكري. كريم-ح / وكالات وأضاف أن سياسات التحدي التي تتبعها بيونغ يانغ تشكل معضلة بالنسبة للقوى الكبرى على صعيد إيجاد الإجراءات الفعالة لا سيما أن هذه الدولة ليست مهتمة -بحسب قول الوزير الأميركي- بموقف العالم حيالها ولا بسلامة وأمن شعبها. واستنادا إلى ما أسماه الطبيعة المتقلبة للنظام الكوري الشمالي، اعتبر غيتس أن الدوافع وراء قيام بيونغ يانغ بإغراق السفينة الحربية الجنوبية "شيونان" تبقى غامضة وتثير الشكوك باحتمال تكرار المحاولة مرة أخرى، لكنه عاد وأكد أن واشنطن ليست في وارد دفع شطري شبه الجزيرة الكورية إلى حرب أخرى. وجاءت تصريحات وزير الدفاع الأميركي بعد يوم من لقائه في سنغافورة نظيريه الياباني والكوري الجنوبي على هامش منتدي الحوار الأمني في آسيا والمحيط الهادي، وذلك للبحث في الإجراءات العقابية ضد كوريا الشمالية بعد تحويل قضية إغراق السفينة إلى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي. ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية، أبلغ غيتس نظيريه الكوري الجنوبي والياباني بضرورة تشكيل جبهة آسيوية موحدة لمنع كوريا الشمالية من القيام باستفزازات جديدة. وكان غيتس ألقى أول أمس محاضرة في جامعة شانغري لي بسنغافورة أكد فيها أن بلاده تنظر في إجراءات إضافية ضد بيونغ يانغ بمعزل عن القرار المحتمل اتخاذه بمجلس الأمن، وبعيدا عن المناورات العسكرية التي ستجريها مع سول. وفي اللقاء الذي عقده وزراء الدفاع المشاركون بلمنتدى، قدمت سول ما قالت أنها أدلة توثق تورط جارتها الشمالية بإغراق السفينة في منطقة الحدود البحرية المتنازع عليها في مارس الماضي مم أسفر عن مقتل 46 بحارا. وفي سول، حمل خطاب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك أمس بمناسبة يوم الجندي المجهول عبارات الحدة من الانتقادات التي دأب على توجيهها للجار الشمالي منذ حادثة إغراق السفينة. فقد أعرب لي عن أمله في تحقيق الحلم "الذي لم يُنجز بعد "في إشارة إلى إعادة توحيد الكوريتين وتحقيق الأمن والسلام والازدهار" لأبناء الشطر الشمالي "الذين يعانون من القمع والفقر" مؤكدا عزم بلاده الدفاع عن أمنها وتنشيط النمو الاقتصادي، لكن دون أن يوجه عبارات تنتقد نظام بيونغ يانغ بشكل مباشر. وفي الأثناء كشفت مصادر إعلامية، نقلا عن مسؤولين رسميين، أن كوريا الجنوبية كانت بصدد نشر صواريخ باتريوت لكنها تراجعت عن الفكرة خشية أن يثير ذلك غضب الصين فضلا عن الكلفة المالية العالية لهذه الأسلحة. وفي نفس الوقت تم تأجيل المناورات البحرية مع الولاياتالمتحدة إلى الأسبوع المقبل لإتاحة المجال للدبلوماسية أن تلعب دورها بالأمم المتحدة لاستصدار قرار ضد كوريا الشمالية، وسط توقعات بأن ترضى سول بقرار يوجه توبيخا رسميا دون فرض عقوبات جديدة وذلك منعا لزيادة التوتر بالمنطقة. ثمانية ناشطين من بين 19 وافقوا على العودة إلى بلادهم إسرائيل تبدأ في ترحيل ناشطي سفينة "راشيل كوري" بدأت إسرائيل في ترحيل ناشطي سفينة المساعدات الأيرلندية راشيل كوري عبر مطار بن غوريون. وأوضحت متحدثة حكومية إسرائيلية أن ثمانية من تسعة عشر ناشطا كانوا على متن السفينة وافقوا على العودة إلى بلادهم. كما يجري إقناع البقية بتوقيع وثيقة للتنازل عن حقهم في الاعتراض على ترحيلهم وإلا فإن احتجازهم سيدوم لثلاثة أيام أخرى حتى يبت القضاء الإسرائيلي في أمرهم. جاء ذلك بعد أن أنهت السلطات الإسرائيلية تحقيقاتها مع ركاب السفينة راشيل كوري التي وصلت إلى ميناء أسدود صباح أمس الأول بعد تغيير مسارها من قبل قوات البحرية الإسرائيلية التي كانت اقتحمتها في عرض المياه الإقليمية. وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي قال أن الجيش سيخير طاقم السفينة بين الترحيل والبقاء في إسرائيل وعند ذلك سيتعرضون للمحاكمة، مضيفاً أن من يختارون الترحيل سينقلون فقط بعد التدقيق في هوياتهم وانتهاء الإجراءات البيروقراطية العادية معهم، حسب قوله. وقال الجيش الإسرائيلي أنه تأكد من أن السفينة لا تحمل أسلحة، وأنه سيحاول إيصال حمولتها إلى غزة، باستثناء الإسمنت ومواد البناء التي تمنع إسرائيل دخولها إلى غزة، وشرطت نقلها بضمانات دولية بعدم استخدامها في إنشاءات عسكرية. غير أن اللجنة الفلسطينية لرفع الحصار عن غزة قالت أنها لن تستقبل مساعدات ناقصة، ولا تمر دون التشاور مع الهيئات المنظمة للقوافل، كما أشارت إلى أنها تقبل بما ستقبل به هذه الجهات التي لديها القوائم بما تحمله السفن. وطالبت واشنطن إسرائيل بإيجاد "آلية خلاقة"، كما أسموها، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة تجنباً لمزيد من الانتقادات الدولية لحصارها قطاع غزة المتواصل منذ أربع سنوات. وترى إسرائيل أنها عثرت على هذه الآلية وهي أن تدعو كل من يريد أن يوصل مساعدات بأن يأتي بها -إن كانت عبر البحر- إلى ميناء أسدود، ومن هناك ستقوم هي بالتعاون مع الجهة المخولة بنقلها إلى قطاع غزة، كما تقول. وكان الجيش الإسرائيلي قال أن القوات الخاصة اقتحمت السفينة راشيل كوري دون مقاومة بعد أن رفضت ثلاثة طلبات بالتوجه إلى ميناء أسدود، الذي يبعد ثلاثين كيلومترا شمال قطاع غزة، لتفريغ حمولتها هناك ومن ثم نقلها لقطاع غزة بعد تفتيشها، على حد قول الجيش. وباتت إسرائيل تقسم المتضامنين على متن سفن المساعدات إلى نوعين الأول -كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- مؤلف من نشطاء سلام "لا نتفق معهم ولكننا نحترم حقهم في التعبير"، ونوع آخر "متطرف عنيف ومؤيد للإرهاب" وينظم "قوافل كراهية" على غرار من كانوا على متن السفينة مافي مرمرة، حسب نتنياهو. وكانت سفينة المساعدات الأيرلندية التي تضم ناشطين أيرلنديين وماليزيين، في طريقها إلى قطاع غزة محملة بنحو 1200 طنا من المساعدات الإنسانية استكمالا لرحلة قافلة الحرية التي واجهتها القوات الإسرائيلية بالرصاص أثناء عمليات اقتحام دامية في المياه الدولية قتل فيها تسعة أتراك وأصيب 48 آخرين.