شكل اللباس التقليدي للمرأة البوسعادية بولاية المسيلة محور لقاء انتظم بدار الثقافة بمدينة تيزي وزو على هامش فعاليات صالون اللباس النسوي التقليدي. وتطرقت الباحثة في الانتربولوجيا فرحاتي مبركان في محاضرتها إلى خصوصيات اللباس التقليدي للمرأة البوسعادية وكذا المميزات التي يشترك مع نظيره بمختلف مناطق الجزائر. وفي هذا الشأن تطرقت الباحثة إلى اللباس النسوي للمرأة التي كانت ترتديه صيفا وشتاءا وما يحمله من رموز وبعض الدلالات التي يمكن قراءتها من الزوايا الاجتماعية والانثربولوجية والتاريخية التي تعكس عمق الهوية الجزائرية. كما بينت جمال هذا اللباس الذي كان مزينا في الماضي بالجواهر وحلي فضية والذي يزداد جماله من خلال الرقصات "النايلية" أو "السعداوية"التي تؤديها غالبا رفقة أندادها في شكل ثنائي وكذا تسريحات الشعر وطقوس التزيين. وأكدت المتحدثة أنها اعتمدت في انجاز بحثها حول الموضوع على مصادر قليلة منها لوحات نصر الدين دينيه وموروث مكتوب وشفوي لفرنسيين والمان سبق لهم و أن زاروا مدينة بوسعادة نظرا لضعف البحث الجامعي المتخصص وإلى حد اليوم حول سائر اللباس التقليدي الذي تتميز به كل مناطق وبعض مدن البلاد. وفي نفس السياق شرحت فرحاتي مبركان ما أدخل على اللباس التقليدي النسوي لبوسعادة من إضافات وتعديلات مع مرور الزمن وما جلبته أخيرا موجات الموضة وتيار العولمة مما أدى حاليا إلى اندثار الكثير من الأشكال الهندسية والرموز التي كانت منسوجة ومنقوشة منذ بروزه بالمنطقة مع فجر التاريخ، مشيرة بالمناسبة إلى القواسم الفنية المشتركة له مع اللباس التقليدي القبائلي والشاوي على الخصوص. وفي الأخير دعت الباحثة السلطات العمومية إلى إنشاء متحف للباس التقليدي الجزائري بكل أنواعه قصد الأخذ بيد النابغة المبدعين في تصاميم اللباس والموضة. كما حثت هذه الجامعية على تشجيع البحوث في هذا الشأن لما للموضوع من أهمية باعتباره عاملا أساسيا في تشكيل الهوية الوطنية من بالغ الأثر في عملية رد الاعتبار لهذا التراث الوطني الذي يظل إلى حد الساعة غير مطلع عليه بعد من قبل الطلبة والمفكرين وعموم الشباب وبالتالي التمكن حينئذ من المحافظة عليه من التلاشي.