يلتقي الأسبوع القادم وفدان من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في العاصمة السورية دمشق لبحث الملف الأمني العالق بين الطرفين بعدما تم الانتهاء من الاتفاق على القضايا الأخرى العالقة خلال لقاء عقد الأسبوع الماضي في دمشق. وذكرت مصادر مطلعة أن وفد فتح عاد إلى رام الله ليتحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رؤية حماس لترتيب الأجهزة الأمنية ولكي يتم التوافق معه حول البنود المختلف عليها ومن ثم العودة إلى دمشق وبحث الأمر مع قيادة حماس. ويوصف الملف الأمني بمكوناته بأنه من أصعب الملفات وأكثرها حساسية لدى الطرفين، "إذ إنه يتحدث عن إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية في قطاع غزة دون الضفة الغربية، وهو ما ترفضه حماس على اعتبار أن الضفة وغزة وحدة جغرافية تحتاج كل منهما لترتيب أوضاع أجهزتها الأمنية". وتجدد الحديث عن المصالحة بين الحركتين بعد لقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان في السعودية نهاية شهر رمضان الماضي، وهو ما أعقبته زيارة لوفد من فتح برئاسة عزام الأحمد لدمشق والالتقاء بمشعل ووفد من كبار قادة حماس. وتقول ذات المصادر إن القاهرة وافقت على أن تكون ورقة التفاهمات ملزمة للطرفين عندما توقع حماس على الوثيقة المصرية، لكنها لا تزال ترفض أن توقع الورقتين في نفس الوقت وتفضل أن توقع التفاهمات قبل ذلك. وتشير المصادر إلى أن القاهرة هي التي حركت وفد فتح للقاء مشعل في دمشق بعد اتصال بين سليمان وعباس في نهاية شهر رمضان الماضي، وتؤكد أنها طلبت من فتح أن تدفع حماس للتوقيع على ورقة التفاهمات في دمشق.