أعلن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية ، أمس، أن بريطانيا ستبدأ محادثات مع الجماعات المسلحة السورية، في اطار ما اعتبرها المحاولات الرامية لتوحيد المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال متحدث باسم داوننغ ستريت لهيئة الإذاعة البريطانية "إن المحادثات بين مسؤولين بريطانيين والمتمردين السوريين ستجري في الأردن وتركيا، لكن بريطانيا لن تقوم بتسليحهم أو تقدم لهم استشارات عسكرية"، واضاف المتحدث أن "المحادثات من شأنها أن تساعد المملكة المتحدة على تكوين فهم أفضل للوضع الفعلي وللعلاقة بين جماعات المعارضة السياسية والمسلحة"، واشار إلى أن الحكومة البريطانية "ستوضح بشكل قاطع لهذه الجماعات ضرورة احترام حقوق الإنسان ومعايير القانون الدولي، وستدعوها للعمل مع وكالات الاغاثة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الحيوية"، وقالت بي بي سي إن بريطانيا ستزيد أيضاً مساعداتها الانسانية للاجئين السوريين إلى أكثر من 50 مليون جنيه استرليني، مما يجعلها ثاني أكبر جهة مانحة بعد الولاياتالمتحدة. ويأتي هذا الاعلان بعد وصول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الأردن في اطار جولة له في الشرق الأوسط وقيامه بزيارة مخيم للاجئين السوريين، وكان كاميرون اعلن في وقت سابق أن حكومته "لا تخطط حالياً لتسليح المتمردين السوريين"، وقال في مقابلة مع قناة العربية إنه "يوافق على تأمين خروج آمن للرئيس الأسد من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا"، في السياق ذاته ، عقدت مساء أمس الأول، الجلسة العامة الأولى للمجلس الوطني السوري المعارض بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد إعادة هيكلته للتصويت على المبادرة التي طرحها المعارض السوري "رياض سيف" لتوحيد قوى المعارضة، وقال "فراس قصاص" عضو المجلس الوطني السوري، في تصريحات لوكالة أنباء "الأناضول"، إن الآراء تميل نحو رفض المبادرة، والتي تهدف إلى سحب بساط الشرعية من تحت أقدام المجلس الوطني، وأوضح قصاص أن هدف توحيد المعارضة الذى تسعى له المبادرة تحقق بالفعل بعد ضم 150 عضوا جديدا يمثلون أطيافا مختلفة من المعارضة للمجلس الوطني في إعادة الهيكلة على مدى اليومين الماضيين، مضيفا أن تجاهل ذلك بحجة وجود مبادرة جديدة هو عودة بالثورة السورية إلى المربع صفر، ومن ناحية أخرى قال المعارض السوري "رياض سيف"، إن المبادرة تضم تشكيل كيان جديد يشمل أطياف المعارضة السورية السياسية وممثلي الجيش الحر والمجالس العسكرية والحراك الثورى والمجالس المحلية وشخصيات اعتبارية من المحافظات على أساس الكثافة السكانية لكل محافظة، وأوضح سيف أن المبادرة تشمل تشكيل عدة هيئات هي هيئة المبادرة، وتضم ممثلي القوى السياسية والمجالس المحلية والحراك الثوري والشخصيات الوطنية، ومجلس عسكري أعلى، ويضم ممثلي المجالس العسكرية والكتائب المقاتلة في سوريا، ولجنة قضائية، وحكومة تكنوقراط مؤقتة، وجاءت جلسة أمس الأول بعد إعادة المجلس هيكلته وتوسيع عضويته، بضم كتل سياسية وتشكيلات ثورية جديدة، أصبح بمقتضاها جملة أعضاء المجلس 400 عضو، ومن أبرز الكتل المنضمة تحت لواء المجلس الآن هي جماعة الإخوان المسلمين، والتيار الوطني الحر، وإعلان دمشق، وائتلاف العشائر السورية.