للثورة ثوابت ونواميس ومعايير تاريخية ، قرأناها في يوميات الثورة الجزائرية والفيتنامية والبحرينية وكل ثورات العالم ، فكان لها في هذه الثورات منطق لاتزيح عنه ، فلم نعرف أن واحدة من هذه الثورات حادت عن مفاهيمها الإنسانية وقيمها الحضارية والأخلاقية ، ولسنا هنا بحاجة للمزيد من التفاصيل فالثورات المذكورة انطلقت من أجل الشعب وحرية الشعب ومن اجل القيم الإنسانية ، أما ما رأيناه وعايناه في كل من العراق وسوريا فمختلف تماما عن تلك الخطوط والعناوين ، حيث عرفنا وعاينا منطقا جديدا وأساليب قذرة شهدت الجزائر نموذجا منها في فترات سابقة .. إنها البدع " الثورية " المزيفة الكاذبة فالسيارات المفخخة والتفجيرات العشوائية الإعتباطية كتلك التي عرفناها قبل أيام في سوريا وما زلنا نسمع عن أخبارها يوميا في العراق ، تجعلنا نفكر مليون مرة عندما نحاول أن نطلق على مايجري في سوريا والعراق إسم ثورة وإذا عرفنا أن لأمريكا وإسرائيل يدا في دعمها ندرك أنه لا مجال للعجب فالمجريات على الأرض هي ماتنبئ بما سسيكون عليه الحال فيما لو نجحت تلك المحاولات الإجرامية التي تعبث بقواميس الثورة وأبجدياتها ، ذلك أن الواضح بأنها تعمل من أجل التدمير لا البناء والفوضى لا النظام والتخويف والإرهاب لا الطمأنينة ، وإلا فبماذا نفسر عملية القتل البشعة تلك والتي كان يردد فيها أو أثناءها مرتكبوها عبارات التهليل والتكبير ؟ ذلك أننا نفهم بأن المفاهيم والقيم أكثر من مزدوجة فهي تعمل أيضا على تشويه وتزييف الإسلام وكل القيم الثورية المألوفة والمعتادة ، ولننظر إلى الثورة البحرينية التي حافظت على سلميتها رغم كل الإستفزازات والتحديات والإعتداءات على الأعراض والحرمات ، وهذا يعني أن الثائر من أجل الحق والحرية لايمارس ماهو عكس لذلك ، وهنا نضع أيدينا على الجرح ذلك أنه المنطق الأمريكي والبصمات الأمريكية ، وإذا عرفتم حقيقة ذلك فتشوا عن الموقع الأمريكي من كل هذه الأحداث وحتى تتأكدوا أكثر فإن أمريكا رفضت يوم الأمس الموافقة على مسرحية محمود عباس في الأممالمتحدة بالرغم من أنها مسرحية لاتقدم ولا تؤخر في مايعود للشعب الفلسطيني بخير فضلا أنها مرفوضة من ثوار فلسطين وأهل فلسطين لأنها تكرس الإحتلال وتتخلى عن حق العودة ، وكل هذا يؤكد إمعان أمريكا في عدائها المطلق لكل مامن شأنه أن يقدم ذرة من خير لشعب يئن تحت سياط الظلم والقهر والعدوان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين .