سجلت ثقة المستهلك في الجزائر ثاني أعلى نسبة تراجع خلال شهر فيفري المنصرم، الأمر الذي دفع الى هبوط المؤشر بمقدار 10.7 نقاط، بينما شهدت الإمارات العربية المتحدة تحسناً متجاوزة التراجع الذي شهدته في أواخر العام الماضي وجاءت هذه المعطيات وفقاً لآخر استطلاع ربع سنوي ل "مؤشر ثقة المستهلك" أجراه موقع "بايت كوم" وهو أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع شركة "يوغوف سيراج" المختصة بالأبحاث. وقد كشف هذا الاستطلاع أن مؤشر ثقة المستهلك في الامارات العربية المتحدة ارتفع بمقدار 4.4 نقاط، وهو أكبر تحسن يتم تسجيله على صعيد دول الخليج التي شملها الاستطلاع. ووفقاً للاستطلاع السابق الذي أجري في الربع الأخير من عام 2009، شهدت ثقة المستهلك تراجعاً في نصف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما أحرزت تطورات إيجابية في النصف الآخر من البلدان. أما لبنان، فقد سجل أكبر نسبة إذ شهد مؤشر ثقة المستهلك انخفاضا بمقدار 12.1 نقطة. أما في منطقة الخليج، فقد انتهج مؤشر الثقة مساراً تصاعدياً في كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت، حيث أظهر المؤشر ارتفاعاً بلغ 4.4 و1.9 و0.9 نقطة على التوالي. وفي السعودية وقطر، لم يشعر الذين شملهم الاستطلاع بأن أحوال المستهلكين قد تحسنت، مما أدى إلى تراجع مؤشرهما بمقدار 2.4 و0.3 نقطة على التوالي. أما في شمال أفريقيا، فقد أظهرت ثقة المستهلك في المغرب تحسناً إيجابياً بلغ 6.2 نقاط في حين انخفض مؤشر الثقة في مصر بمقدار0.7 نقطة. وأشار المدير الاقليمي في بايت كوم إنه لأمر مثير للاهتمام رؤية خلال الربع الأول من كل عام كيف تغيرت ثقة المستهلك من عام الى آخر. ورأينا في هذا الاستطلاع، أن بعض الدول شهدت تغييرا جذريا، حيث سجل بعضها تحسنا بعد ان كان قد شهد تراجعاً في الاستطلاع السابق والعكس صحيح.وتجدر الإشارة إلى أن "مؤشر ثقة المستهلك" هو مقياس لتوقعات المستهلك ورضاه تجاه مسائل عدة متعلقة بالاقتصاد وتشمل التضخم وفرص العمل وتكلفة المعيشة. وكجزء من "مؤشر ثقة المستهلك"، يتم طرح أسئلة على المشاركين تتعلق بظروفهم المالية وكيف يقارنونها بالفترة نفسها من العام الفائت. وفي المجمل، قال %36 من الذين استطلعت آراؤهم في المنطقة إن وضعهم المالي بقي مثلما كان، فيما صرح أكثر من ربعهم بقليل، أي %26 منهم، بأن أوضاعهم تحسنت. وفي الإمارات العربية المتحدة، قال %21 من المشاركين إن أوضاعهم هي أفضل مما كانت عليه في العام الماضي. فيما قال %34 بأنها بقيت كما كانت في العام الماضي وقال %39 إن وضعهم أسوأ مما كان عليه في العام الماضي. وقالت جوانا لونغوورث، مديرة التسويق في "سيراج يوغوف" إن استطلاع رأي المستهلك يمثل أداة قوية لإبراز المواقف والاتجاهات الحالية ازاء الأعمال والأحوال الاقتصادية في بلد ما، بالإضافة إلى كيفية تغيرها مع مرور الوقت. ويبدو أن الأحوال تغيرت منذ الموجة الأخيرة من الاستطلاع بشكل كامل وذلك بوجود بعض من الدول التي شهدت تحسناً في السابق، فيما تظهر تراجعاً الآن مما قد يشير الى عدم الاستقرار الذي يسود المنطقة نتيجة للركود الاقتصادي.