تشهد بلدية شرشال بولاية تيبازة على مدار المدة الأخيرة، حالة من الاستنفار القصوى جراء الفوضى العارمة التي يشكل صورتها الكالحة عشرات الطوابير الطويلة، الممتدة إلى ما لا نهاية بشكل فوضوي وعشوائي فضيع حتى انها تمتد لتجتاز عتبة البوابة الخارجية للبلدية. هذه المظاهر الكارثية والمشينة لطالما أقلقت واربكت كل مواطني مدينة شرشال الذين أعربوا عن امتعاضهم الشديد من طول فترة الانتظار وامتداد الطوابير وسط أجواء الصخب والضوضاء، حيث اشتكى العديد ممن تقربت منهم" الأمة العربية" من الفوضى واللانظام اللذان يظلان السمة الوحيدة التي تطبع وتميز مقربلدية شرشال، مبدين سخطهم الشديد من عدم تحرك المسؤولين المحليين الغارقين في سباتهم لأجل تحسين الوضع وإيجاد حل ناجع لهاته المعضلة التي كثيرا ما أرهقتهم وأرقتهم كثيرا. ويرجع جميع مواطني مدينة شرشال أسباب تأزم الوضع ببلديتهم وتأخر حصولهم على شهادة الميلاد خصوصا وفي ظرف وجيز إلى تدني مستوى الخدمات المقدمة جراء النقص المسجل في عدد الأعوان المسخرين، الذين يشتغلون حسبهم بوتيرة جد بطيئة ما يجعل المواطن ينتظر لأكثر من اربع ساعات عادة لأجل الظفر بوثيقة بسيطة من المفروض ان يحصل عليها في ظرف عشرة دقائق أوربما اقل إلى جانب سياسة البيروقراطية و"البن عميس" والمحاباة التي ينتهجها بعض الأعوان المكلفين ضدهم حيث يعمد هؤلاء الذين يفتقرون للضمير المهني على حد تعبيرهم إلى تقديم الدفاتر العائلية لذويهم ومعارفهم وأحبابهم على حساب أدوار المواطنين الذين تتعدد حالتهم فهناك من يقصد المدينة من مناطق نائية، بعيدة وفي الصباح الباكر ما يجعل صبرهم ينفذ ولا يتحملون على الانتظار أكثر وكثيرا ما تنشب بين الأعوان والمواطنين المتذمرين مناوشات وملاسنات عنيفة، يتخللها سب وشتم وكلام فاحش يحدث كل هذا مع الأسف الشديد على مراى ومسامع السلطات المحلية التي تسمع وتشاهد يوميا ما يحدث بمصلحة الحالة المدنية دون أن تحرك ساكنا لتنظيم الأجواء وتحسين الخدمات لكن "لا حياة لمن تنادي".