الكذب، صفة أخلاقية ذميمة، لا يختلف فيها اثنان، والكذب هو الكذب، لا أبيض ولا أسود، كما يحلو للبعض تسمية نوع من الكذب يتراوح بين الذي يسبب ضررا للغير، وبين الذي ينجي صاحبه من هلاك، هذا على مستوى الأشخاص، فما حقيقة الكذب عند الجماعات، أو بتعبير أدق، كذب الدولة! لا أعلم ما إذا كان يحق لنا أن نسمي ما يصدر عن دولة من أباطيل بكذب الدولة، ولكن ذلك ما ينطبق على الكذبة المصرية الصادرة عن هيئة حكومية، تتكلم باسم شعب مصر، كذبت عندما حاولت أن تغالط الشعب المصري من جهة والشعب الجزائري من جهة ثانية ومن جهة أخرى أرادت استغفال عيون العالم، غير أن الكذب ، كما يقال، عمره قصير، والحقيقة وحدها تظل ساطعة، مهما حاول المغرضون إخفاءها وتمويهها..هذا قرار هيأة الكرة العالمية يحكم على الكاذب بغرامة مالية وحرمان فريق الدولة الكاذبة من مقابلتين في أرضها، قرار يؤكد مغالطات المصريين، و نزاهة الجزائريين، بعد أن تبين بأن ملف "أم درمان" نخب هواء! تأملت كثيرا في تصرف المصريين الرسمي، فلم أجده سوى تصرفا صبيانيا، أنانيا كأنانية الأطفال، ولكن لم أتعجب،أن تكون مصر "أم الدنيا" في المراوغات التي توصف عندنا، ب"تيهديت"، ومن حسن الحظ أن شعب مصر ليس كله على شاكلة بعض الرسميين الذين يتحكمون في رقاب الناس، ويتكلمون باسمه ، فهو بريء من أباطيلهم، وهو شعب كسائر الشعوب العربية، طيب ولكن الغشاء الرسمي المنافق غطى "أم الدنيا" الحضاري! يكفينا صبيانيات، وكونوا صادقين، يرفع الله شأنكم، هي هذه القاعدة التي يجب أن تبنى عليها أسس الحضارة، والله أعلم!