شكل إقصاء المنتخب الجزائري لكرة القدم في الدور الأول من نهائيات كأس العالم خلال خرجته الأخيرة أمام نظيره الأمريكي خيبة أمل وسط الكثير من المناصرين على اختلاف مشاربهم لاسيما المثقفين منهم الذين أصبحوا مهوسين بالكرة وبمتابعة الخضر، ويرجع بعض الباحثين في علم الاجتماع هذا الالتفاف حول انتصارات الفريق للتراكمات الناتجة عن الواقع السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي والتي شكلت في مجملها الرغبة الجامحة في تأطير الفراغ، "الأمة العربية" عقب نهاية المباراة الفاصلة للتأهل للدور الثاني اتصلت ببعض المثقفين ورصدت تطلعاتهم بعد خروج مشرف للجزائر فكانت هذه الآراء. " الجميع كان ينتظر صفعة قوية للمنتخب الأمريكي" الفنان التشكيلي والخطاط العراقي "سعد الفلاحي": " نحن في العراق ورغم الظروف، فإن الشعب العراقي والرياضيين منهم خاصة، يتابعون مباريات كأس العالم والقلوب كلها كانت مشدودة مع المنتخب الجزائري وأغلبهم كانوا يقولون بأن المنتخب الجزائري الآن يمثل العرب، وإن نصر الجزائر هونصر للعرب جميعاً. ومن ثم فإقصاء المنتخب الجزائري في مقابلته مع أمريكا أثرت فينا لأن الجميع كان ينتظر صفعة قوية للمنتخب الأمريكي على يد المنتخب الجزائري. " سنعمل حفلة لتكريم سعدان وأشباله لأن المنتخب الوطني هو فخرنا" الكاتب والمخرج السينمائي والمسرحي "حمة ملياني": "المنتخب الجزائري كان الأفضل في المقابلة التي جمعته مع نظيره الأمريكي، لكن النتيجة كانت محزنة ومؤسفة، كنا نظن أننا سوف نصنع العرس في الضفة المتوسطية ونشارك فرح بلادنا في الشوارع الفرنسية، لذلك نحن حزينون قليلا لأننا كنا ننتظر نصر الأفناك على أبناء العم سام، لكننا فرحون بلعب منتخبنا الوطني على الصعيد العالمي، وعلى كل سنعمل حفلة لتكريم سعدان واللاعبيين، لأن المنتخب الوطني هو فخرنا". "كنت أنتظر بفارغ الصبر ثلاثية من المنتخب الجزائري" المؤرخ الأمريكي" دافيد شالك": " رغم أنني لست من المناصرين لكرة القدم ولا من عشاق البيسبول وهذا منذ شبابي، إلا أن مقابلة الجزائر وأمريكا شدت إهتمامي من خلال مطالعتي للصحف، وبدون مجاملة كنت من بين الأمريكيين القلة الذين هتفوا بفوز الجزائر، وكم كنت أنتظر بفارغ الصبر ثلاثية من قبل الجزائر التي أبهرت الجميع في مباراتها ضد الإنجليز، ولكن للأسف افتك لوندون دونوفان ورفقاؤه ورقة التأهل للدور الثاني بعد ان كانوا مقصيين". "الموعد في سبتمبر مع تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 ولن نرضى إلا بالفوز" الصحفي والمخرج المسرحي "مراد سنوسي": أظن أن الفريق الوطني أظهر وجها مشرفا ضد أمريكا، تمنينا أن نخرج من دون خسارة بعدما ضيعنا الفوز الذي كان بوسعنا أن نحققه مع المنتخب السلوفيني، وبالنسبة لنا الأمر المهم أننا ربحنا منتخب كبير للمستقبل، وأرى أن الوقت قد حان لإعطاء نفس جديد للمنتخب بإحداث تغيرات في الطاقم التقني وعلى رأسهم المدرب رابح سعدان الذي يجب أن يترك مكانه للآخرين بعدما كان يستحق النجاح في المونديال، وأقول له شكرا لأنه وضع أساسيات تشكيل فريق قوي في العشر سنوات المقبلة، كما أوجه شكري أيضا للفريق الذي وهب لنا أحسن الأوقات في 18 شهرا الماضيين، والموعد إذن في سبتمبر المقبل في تصفيات كأس أمم إفريقيا لسنة 2012، وهنا لن نرضى إلا بالفوز لأن في إفريقيا لا أحد أصبح يخيفنا". وما يمكن قوله في الختام أن المنتخب الوطني في بداية الطريق والمشوار طويل أمامه لتحقيق إحرازات على الصعيدين الإفريقي والدولي، لكن التساؤل الذي يبقى رهين الفكر هل من إستراتيجية عمل تنظر بجدية للكوادر البشرية من خريجي الجامعات والمفكرين والأدباء والعلماء بتوفير لهم المناخ المناسب كما وفر للرياضيين للعطاء والنهوض بالأمة في الوقت الذي يتراجع فيه حجم الإهتمام بالإنجازات العلمية والبحثية التي تدفع للرقي والإزدهار الإجتماعي والثقافي لبلادنا.