سيتم قريبا تصنيف حديقة التجارب المختصة في الأشجار والنباتات النادرة، المتواجدة بجبل الوحش بولاية قسنطينة، كموقع محمي وتراث فريد من نوعه حيث تبلغ من العمر مائة سنة وتزخر بأنواع مختلفة ونادرة من الأشجار في العالم. وستستفيد الحديقة، التي تمتد على مساحة 17 هكتارا، من حماية خاصة بها نظرا لما تزخر به من أنواع فريدة من النباتات والأشجار النادرة جيء بها من مختلف أنحاء العالم. وسيسمح هذا التصنيف بتسيير بيئي نوعي للموقع بحسب ما صرح مدير البيئة لولاية قسنطينة صديق عبد الله للقناة الإذاعية الثالثة. وأوضح أن موقع جبل الوحش مهم جدا من حيث احتوائه على كنوز نباتية، مشيرا أن جبل الوحش هو في الحقيقة عبارة عن غابة سيكون جزاؤه الطبيعي الممتد على مساحة 20 هكتارا بحاجة للحماية. 43 نوعا نباتيا وأضاف المتحدث أن المساحة الإجمالية للموقع تبلغ 550 هكتار وقد تم إنجازه خلال الحقبة الاستعمارية وتحديدا سنة 1906 من بغية وضع بعض أنواع الأشجار النادرة المحلية والمستوردة تحت التجربة أملا بتنويع عملية التشجير بالجزائر. وأضاف مدير البيئة لولاية قسنطينة أن هذه الأنواع نجحت وتم الحصول على موقع للغابات يمتد على مساحة 20 هكتارا ويزخر بمختلف الأنواع بلغت 43 نوعا. وعن أهمية تصنيف الموقع، أوضح المتحدث أن هذا الموقع يتسم بمناخ مميز إلى جانب انه يزخر بهذه الأنواع من النباتات والأشجار حيث يحتوي على 4 برك مائية تتصل فيما بينها ويتم تموينها من قبل حوض يمتد على 4 كلم مربع، مشيرا إلى أن هذه البرك كانت في الماضي تستعمل لتموين المستشفى العسكري والذي تحول حاليا إلى مستشفى جامعي. وكشف مدير البيئة لولاية قسنطينة أن حالة الموقع لم تعد مثلما كانت عليه في الماضي حيث عرف العديد من التغييرات موضحا أنه في سنة 1970 صدر قرار من وزير الفلاحة والإصلاح الزراعي يصنف الموقع محمية بيولوجية حيث يمنع على أي شخص مادي أو معنوي المساس به، إلا أنه لم يخف بأن هذا التصنيف لم يتم احترامه. ويضيف أنه في سنوات الثمانينات تم تهيئة الموقع حيث تم إنجاز حديقة للتسلية مجاورة للغابة، كما تم تهيئة هذه الأخيرة حيث أنجزت بها مجاري للمياه وتم وضع الزفت . إسمنت وبنايات غير شرعية بالمقابل لم يخف المتحدث حسرته بشان وضع بعض التجهيزات الخاصة بالبناء والتي لها علاقة بالجانب التجاري حيث كان من المرتقب أن يتم إدخال بعض النشاطات التجارية من أجل السماح لمواطني مدينة قسنطينة الذين يبحثون عن الراحة من إيجاد مجموعة من الخدمات في متناولهم إلا أنه تم تحويل هذا المشروع وحلت مكانه بنايات غير شرعية بالموقع ما دفع بالجمعيات المحلية إلى التنديد بهذه التجاوزات الخطيرة.