فجر، أمس، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية قنبلة من العيار الثقيل عندما قال إن "لوبيات ودوائر ضاغطة" تسعى لتحطيم الشركة والتشكيك في كل إنجازاتها، وذلك لحساب شركات طيران منافسة لم ترق لها المكاسب التي حققتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية منذ تولي وحيد بوعبد الله زمام إدارة هذه الشركة قبل حوالي 5 سنوات. وأضاف الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وحيد بوعبد الله، في "تصريحات نارية" أدلى بها للقناة الإذاعية الثالثة، أمس، أن سيناريو الرسائل المجهولة أصبح مألوفا تستخدمه ذات الجماعات التي لم يسمها بالاسم للوشاية بمسؤولي الشركة واتهامهم زورا بأبشع التهم ذنبهم الوحيد يقول بعبد الله أنهم يقومون بعملهم على أحسن وجه ولم يرضخوا لإغراءات الرشوة. القرض التوثيقي.. عقبة أخرى في مسار مشاريع التجديد وأوضح بوعبد الله أن هذه المتاعب تضاف إلى جملة المشاكل التي ما تزال الشركة تعاني منها، خصوصا على الصعيد المالي وحالة التأزم التي تشهدها مشاريعها الاستثمارية المبرمجة مع دخول القرض التوثيقي حيز التنفيذ العملي في سبتمبر الماضي، الأمر الذي عطل من وتيرة المشاريع، خصوصا تلك المتعلقة بقطاع الصيانة والتهيئة. وفي هذا السياق، اعترف بوعبد الله أن إقرار القرض المستندي كإجراء إلزامي على جميع عمليات الاستيراد يهدد نشاط الشركة في استيراد مستلزماتها من قطع الغيار قصد توفير الصيانة الكافية لطائراتها، في ظل العجز المسجل في أسطولها الجوي المكون من 64 طائرة، علما أن الشركة غالبا ما تلجأ إلى عملية الصيانة الفورية لطائراتها بهدف تغطية العجز في حالات العطب بدل استبدالها بأخرى، مثلما هو معمول به في الشركات العالمية، مشيرا إلى تأخر واحد عن الانطلاق في الموعد المحدد يكلف الشركة خسائر مالية تتراوح ما بين 15 و20 ألف دولار. وأكد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، أن الأخيرة تتكبد خسائر مالية "كبيرة جدا" سنويا، وهي أغلفة مالية موجهة لتوفير الراحة اللازمة لزبائنها في حالة تأخر انطلاق الطائرة أهمها مقابل إقامتهم في الفنادق ومصاريف الإطعام. الجوية الجزائرية مطالبة بتسريع مشاريع الصيانة وفقا لتعليمات "IATA" في سياق منفصل، كشف وحيد بوعبد الله أن طائرات شركة الخطوط الجوية الجزائرية معرضة للمنع من الهبوط في المطارات الأوروبية في أية لحظة إن لم تستجب الشركة إلى إرساليات إدارات المطارات الأوروبية والوكالة الدولية للنقل الجوي المدني "إياتا IATA" لتسريع عمليات عصرنة أسطولها الجوي وآليات التسيير، وقد شدد بوعبد الله على ضرورة إعادة النظر في شبكة رحلات الشركة، خاصة على بعض الخطوط غير مربحة اقتصاديا نحو المدن الداخلية للبلاد والدول الإفريقية وراء الصحراء والعاصمة الروسية موسكو. الجوية الجزائرية ستستلم 7 طائرات "بوينغ" قبل نهاية جوان 2011 وأكد بوعبد الله أن الحكومة وافقت عبر مجلس مساهمات الدولة على جميع المقترحات التي رفعتها في إطار مسودة مخطط التطوير الذي سبق وأن عرضه وزير لنقل، عمار تو، ضمن الإستراتيجية التنموية للقطاع والذي سيتم تطبيقه على المدى المتوسط 20092014، بقيمة إجمالية تناهز ال 100 مليار دينار، أي ما يعادل 1.3 مليار دولار.من جانب آخر أفاد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية عن خطة تجديد الأسطول الجوي خصص لها غلاف مالي لا يقل عن 580 مليون دولار، وأن أسطول الشركة سيتدعم في غضون شهر جوان 2011 على أقصى تقدير من 7 طائرات من طراز "بويينغ 737"، وعلى أن يتم استقبال الوحدة الأولى بداية من شهر سبتمبر المقبل، على أن يتم الانتهاء من عملية تسليم الأربعة طائرات الأخرى "آ.تي.أر" ذات السعة المتوسطة ب 70 مقعد في غضون أكتوبر المقبل، بعد أن استقبلت وحدتين نهاية فيفري الماضي. ورغم كل هذه العقبات والمشاكل التي تعاني منها الشركة، لم يخف بوعبد الله تفاؤله بشأن مستقبل الشركة، خصوصا على صعيد الاستثمارات الجديدة المرتقب إطلاقها في مجالي الصيانة وتجديد الأسطول الجوي الجزائري، الهدف هو ضمان الشركة لمكانتها في سوق الطيران العالمي ورفع حصصا محليا ودوليا.