في الوقت الذي يتوجه فيه مختلف الثلاميذ خلال عطلة نهاية الأسبوع ليومي الجمعة والسبت إلى قاعات الإنترنت والنوادي الثقافية للترويح عن النفس، في المقابل فإن وجهة تلاميذ متوسطة سيوان التابعة لبلدية أولاد أعطية الواقعة على بعد 107 كلم غرب ولاية سكيكدة تختلف تماما حيث يلجأ أطفال في عمر الزهور تتراوح أعمارهم مابين 13 سنة و16 سنة إلى عملية كسر الحجارة بأجسامهم الصغيرة غير مدركين الخطر الكبير الذي تشكله هده المهنة الخطيرة التي لا تتناسب مع أعمارهم، حيث تعود بالسلب على صحتهم كما أنهم يبيعون الشاحنة الواحدة الذي يستغرق جمعها مايزيد عن ستة أيام بمبلغ زهيد جدا لا يتعدى 1200 دينار جزائري للخواص وبمعدل الحصول على مبلغ 200 دينار جزائري يوميا كما أن فئة أخرى من هؤلاء الثلاميذ يمتهنون عملية جمع الحطب من الغابات الكثيفة المحيطة بالمنطقة والتي تعتبر مرتعا للجماعات الإرهابية غير مكترثين بالخطر الذي قد يصادفهم من قبل هذه الفئة حيث يقومون ببيع ماجمعوا لمدة أيام بدينارات قليلة من أجل اقتناء مواد غدائية لمنازلهم مثل الحليب والسكر والخبز،كما أن أطفال المرحلة الابتدائية يقومون بجمع حبات مادة البلوط التي تشبه إلى حد كبير الثمر وهذا لبيعها لمربي المواشي ولن يتوقف الحد عند هذا بل فئة أخرى تجمع أوراق مادة الرند. إن هده الأعمال التي تفوق أعمار هؤلاء الثلاميذ تعتبر صورا سلبية تعكس واقع الأسر السكيكدية التي يدفع البعض منهم فلذة أكبادهم إلى اقتحام سوق العمل في سن مبكرة متحججين بالفقر وانتشار البطالة. وفي ذات السياق تشرف هذه الأيام مفتشية العمل بولاية سكيكدة من خلال خرجاتها الميدانية على مراقبة بعض المستخدمين الدين يلجأون إلى تشغيل الأطفال القصر واستغلالهم أبشع استغلال همهم الوحيد ملء جيوبهم ولو على حساب البراءة التي لا تفقه شيئا في هدا العالم، وإلا كيف نفسر الابتسامة التي لا تفارق شفتيهم حتى خلال قيامهم بهده الأعمال الشاقة. وجدير الذكر أن هذه الشريحة الضعيفة في المجتمع الذي لا يرحم تبقى تنتظر إلتفاتة كل من له مسؤولية للرعاية والتكفل الحقيقي بهم