ذكرت وزارة الخارجية اليمنية أمس، إن اليمن استدعى سفيره في قطر للتشاور بعدما أعلن رئيس وزراء قطر أن دول الخليج لديها خطة لتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. فيما شهدت الاحتجاجات في اليمن أعمال عنف أمس الأول، أسفرت عن مقتل خمسة على الأقل وأصيب العشرات مع رفض صالح خطة الدول الخليجية لإنهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. ووفقا لوسائل إعلامية، فقد قبل في البداية صالح الذي يواجه تحديا غير مسبوق من مئات الآلاف من المتظاهرين عرضا من السعودية ودول خليجية أخرى لإجراء محادثات مع المعارضة في إطار مجلس التعاون الخليجي. في حين قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن مجلس التعاون الخليجي سيعقد اتفاقا مع صالح يقضي بتخليه عن السلطة. من جهته، رد صالح أمام حشد جمع عشرات الآلاف من مؤيديه في العاصمة صنعاء إنه لا يكتسب شرعيته من قطر أوغيرها وإنه يرفض هذا التدخل. وقد تدفع خيبة الأمل تجاه هذا المأزق آلاف اليمنيين الذين خرجوا إلى الشوارع إلى الجنوح إلى العنف. فيما نضم أمس، مئات الشبان من بينهم طلبة مدارس قاطعوا الدراسة، مسيرة في مدينة عدن الجنوبية وأعاقوا حركة المرور وطالبوا المحال بإغلاق أبوابها احتجاجا على استمرار حكم صالح. ميدانيا، أفادت وسائل إعلامية، أن ثلاثة أشخاص، قتلوا وأصيب مئات آخرون حين أطلقت قوات الأمن اليمنية النار على المحتجين في ساحة الحرية بمدينة تعز جنوبي البلاد وفق ما أفادته مصادر بالمستشفى الميداني في المدينة. وإلى جانب تعز، شهدت عدة محافظات جنوبية أخرى مسيرات حاشدة امس الأول، شارك فيها عشرات الآلاف، منددين بالأحداث الدموية ضد المعتصمين في ساحة الحرية بمدينة تعز. وفي عدن قال ت وسائل إعلامية ، إن الآلاف خرجوا في مدن عدة من بينها كريتر والمنصورة والبريقة، في مسيرة غاضبة رفعوا خلالها صور الشهداء ولافتات تعبر عن رفض المحتجين لأي حوار مع النظام، وأخرى تطالب برحيل الرئيس ومحاكمة من يصفونهم بالقتلة من أعوان النظام. وفيما يتعلق بالوضع السياسي أفادت وسائل إعلامية، أن "اتصالات صالح مع قادة دول الخليج، ما عدا قطر، شملت مناقشة تطورات الأوضاع الجارية في اليمن والجهود والمساعي الحميدة التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة والخلافات بين الأطراف اليمنية وترحيبه بهذه الجهود". وكان الرئيس علي صالح قد رحب بمساعي السعودية لحل الأزمة بين الأطراف السياسية الا أنه حمل على قطر لحديثها عن ضرورة تنحيه عن الحكم، ووصف ذلك بأنه تدخل سافر في شؤون اليمن. وقال مصدر بالرئاسة اليمنية في بيان صحفي إن ما ورد بخطاب الرئيس في ميدان السبعين كان واضحا في ترحيبه بالجهود التي يبذلها "الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية لحل الأزمة بين الأطراف السياسية". وأضاف المصدر أن علي صالح يرفض ما ورد في تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ويعتبرها تدخلا في الشأن اليمني لا يمكن قبوله. وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد أعلن الخميس أن دول الخليج تأمل التوصل إلى اتفاق لتنحي الرئيس صالح، حيث رحبت المعارضة اليمنية بهذا التوجه وقالت إن الكرة الآن في ملعب الرئيس. ويأتي الكشف عن اتصالات صالح بقادة دول الخليج بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها،، أن الولاياتالمتحدة ترحب بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الرامية إلى حل الأزمة السياسية في اليمن.