اليوم وكالعادة في 24 من كل شهر موعد صرف المنحة الخاصة بفئة " المتقاعدين"، وقد يتأزم الوضع أكثر اليوم أمام الانسداد التام الذي يشهده قطاع البريد وإضراب العمال الذي يدخل أسبوعه الثاني خاصة وفئة من المتقاعدين تتميز بنوع من العناد، وقد سبق وأن قاموا بحركات احتجاجية الأشهر الماضية بسبب عدم احترام مواعيد تسليم منحهم الشهرية. يدخل إضراب عمال البريد بولاية قسنطينة أسبوعه الثاني، وقد شهد الإضراب شللا كبيرا على كل المستويات، وكان أصحاب الصكوك البريدية أولى الضحايا من خلال عدم تمكنهم من سحب رواتبهم الشهرية، وبالرغم من المبادرة التي قام بها مجموعة من العمال، الذين شكلوا "فوج إغاثة" بتتعليقهم الإضراب ومواصلة العمل من أجل الصالح العام على مستوى بعض الفروع البريدية مثل ( حي السلوك، المدينةالجديدة ماسينيسا، واد الحد وغيرها) إلا أن غياب السيولة حال دون تحقيق الهدف في خدمة مصالح المواطن، ما يؤكد على مواصلة الإضراب هوتعليق "اللافتات" على مستوى المكتب البريد المركزي بوسط مدينة قسنطينة والغلق المتواصل للمكاتب، رغم الوقوف الطويل للمواطنين طيلة اليوم مشكلين في ذلك طوابير أمام كاتب البريد غير أن وقوفهم لم يشفع العمال الذين ألقوا ظهورهم للمواطن، دون حساب ما ينجم عنه من أضرار لاسيما في الجانب الاقتصادي للبلاد .. وقد عرفت حالة الانسداد شلالا كبيرا خاصة بالنسبة لأصحاب الصكوك البريدية الذين عجزوا عن سحب أموالهم، بخلاف أصحاب البطاقات المغناطيسية الذين كانوا أكثر حظا بتوفر آلات خاصة لسحب أوراقهم النقدية، وهدد المواطنين وبخاصة أصحاب الصكوك البريدية بغلق حسابهم البريدي والتعامل مع المؤسسات الأخرى ( البنوك، والقرض الشعبي الجزائري) وهوتعبير عن قلقهم وتذمرهم للوضع الساري في البلاد وما تشهده القطاعات من حركات احتجاجية، دون أن تتحرك الجهات المعنية ساكنا، وتجدر الإشارة هنا أن مكاتب البريد بعاصمة الشرق كانت قد شهدت حالة الانسداد بسبب إقبال عدد كبير من مواطني الولايات المجاورة بأيام قبل قرار الإضراب، مما جعل هذه ألأخيرة تعرف نقص بل ندرة في السيولة النقدية.