رئيس الجمهورية يدعو النخبة إلى العمل على تحقيق الوحدة المغاربية لم تنسه مسؤولياته وإجراءاته الجديدة في بناء دولة المستقبل وهو يدخل عهدته الجديدة على رأس الجمهورية الجزائرية عن المشاركة في الملتقى الوطني العاشر الذي نظمته مؤسسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس بولاية قسنطينية حول الوحدة المغاربية في فكر العلامة عبد الحميد ابن باديس إحياءً ليوم العلم المصادف للسادس عشر من شهر أفريل من كل سنة، وهي عادة دأب عليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإحياء ذكرى رمز من رموز العلم والمعرفة ورائد من رواد الإصلاح في الجزائر. وقد خصّ رئيس الجمهورية العائلة الباديسية ب "رسالة" مطولة قرأها نيابة عنه مستشاره السيد محمد علي أبو غازي وذلك يوم أول أمس الخميس بجامعة الأخير عبد القادر للعلوم الإسلامية دعا فيها رجال الفكر والأدب والفن والإعلام والطلائع السياسية أو كما سماهم ب "النخبة" إلى العمل على تحقيق الوحدة المغاربية التي حلم بها الشيخ ابن باديس ورفقاء الدعوة والإصلاح والشهداء وكذلك الانضمام إلى طلائع الجزائر وهذا لتوطيد العلاقة بالوطن الأم وأبناء المغرب العربي، معتبرا أن مواكبة العصر لا يعني التنكر للماضي والتقليل من وحدة المغرب العربي. وأبدى رئيس الجمهورية اهتماما كبيرا بقضية وحدة المغرب العربي التي دار حولها جدل كبير بين النخبة في المشرق والمغرب العربي والمصير المشترك الذي يربط هذه الشعوب وقضاياها السياسية، مركزا بالدرجة الأولى على منطقة المغرب العربي التي كانت حسبه محلا للمنافسة بين القوى الدولية الكبرى والنفوذ الأمريكي في تأسيس مناطق الهيمنة في بلدان المغرب العربي. مستشار الرئيس وهو يقرأ رسالة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، شخّص وضع منطقة المغرب العربي التي أصبحت مرشحة لاستقبال الكثير من تناقضات النظام العالمي الجديد على ساحتها مؤكدا بقوله :"إننا حيثما توجّهنا إلى ناحية من نواحي التاريخ وجدنا المغرب العربي تتجلى وحدته للعيان". وبالمناسبة، عرض رئيس الجمهورية في رسالته مواقف الإمام العلاّمة عبد الحميد بن باديس ضد الإدارة الفرنسية وحكوماتها في التدخل في طريق التدريس والنظم البيداغوجية العربية والمغاربية بالخصوص وردّه على القضايا المتعلقة بالوحدة العربية وتكريسه قضايا الفكر والمستقبل بوسائل مختلفة.