دعت مديرة الصالون الدولي لتجهيزات وخدمات المياه سيلفي فورن "Sylvie Fourn"، في تصريح ل "الأمة العربية"، السلطات العمومية المشرفة على قطاع المياه إلى استخدام طرق وتقنيات بديلة "للكلور" في تطهير ومعالجة المياه، مؤكدة أن "الكلور" ليست الطريقة الوحيدة لذلك، كما تعتقد الجهات المسؤولة. وقالت مديرة صالون المياه "بوليتاك" Pollutec، أن طرقا أخرى مثل "التعقيم بما فوق البنفسجي" و"التعقيم بمادة الماس" تعتبر من أحدث التقنيات التي أتثبت فعاليتها، ونجاعتها في الحفاظ على نظافة المحيط. ورغم أن هذه التقنيات الجديدة مكلفة ماليا، إلا أنها ليست بطرق "مطلقة"، حيث يمكن استخدامها جزئيا إلى جانب "الكلور". وتعتبر هذه التقنيات الحديثة، التي ينتظر تقديمها في صالون "بوليتاك"، المنتظر بين 15 و18 جوان القادم، بديلا مهما "للكلور" التي قالت بشأنها بأنها مادة "غير محبذة". ورغم أنه لا توجد أي دراسة تثبت تأثيرها سلبا على صحة الإنسان، إلا أنها تؤثر بشكل ملفت على المذاق، كما أنّ استخدامها يعتبر طريقة "غير فعالة" بالنظر لتعقد شبكات المياه، حيث أن نسبة تأثيرها تقل مع طول قنوات التوزيع. وللإشارة، فإن مؤسسات تسيير المياه في البلاد، تعتمد بشكل حصري على مادة "الكلور" في تطهير ومعالجة المياه، كما تلجأ إلى الرفع من نسبتها لمواجهة أي حالات تلوث في المياه الشروب، مما يؤثر سلبا على نوعيتها. لا حل لمشكل الطمي بالسدود.. والوقاية خير من العلاج وبخصوص مشكل ترسبات الطمي المنتشرة في معظم السدود الجزائرية، نفت "فورن" وجود أي حل تقني للمشكلة، استنادا لآراء عدة خبراء في المجال، مشيرة إلى أنه ينبغي إقامة نظم تسيير حديثة للسدود، تجنبها الوقوع في المشكلة، أما إذا وقعت بالفعل فإن هامش القضاء عليها سيكون ضئيلا جدا. ومن جهة أخرى، أكدت "سيلفي فورن" أنه لا يجب اتخاذ من محطات "تحلية مياه البحر" المحور الأساسي في استراتيجية الموارد المائية في الجزائر. وقالت إن تحلية مياه البحر هي أحد أجزاء حلّ مشكل ندرة المياه، لكن الأحرى أن تستثمر سلطات القطاع أموالها -والتي قالت إنها تفوق ألفي مليار دينار في الفترة الممتدة بين 2003 و2013- في إقامة شبكات توزيع فعالة، واقتصادية، والحد من تسربات المياه، وتسيير السدود بشكل يقضي على مشكل الطمي، ومن ثمّ اللجوء إلى محطات التحلية، لتكون آخر مراحل استراتيجية القضاء على ندرة المياه، نظرا لكونها طريقة "منهكة للطاقة"، و"ملوثة بيئيا"، حيث أن الأملاح المنتزعة من المياه يمكن أن تلعب دورا سلبيا في تلويث المحيط البحري. وفد فرنسي مختص لاقتراح نظام شبكة مياه حديث قريبا وبخصوص تعقد شبكات المياه، كشفت "سيلفي فورن" عن اتصالات مع نقابة مسيري المياه في باريس للقدوم إلى الجزائر، بغرض عرض خبرتهم في إقامة نظام شبكات جديد، يتضمن محطات فرعية صغيرة، كبديل لنظام الشبكة الواحدة الطويلة والمعقدة. وشدّدت مديرة معرض "بوليتاك" على ضرورة التركيز -في نظام تسيير المياه- على الفعالية، الديمومة، واقتصاد الموارد، وهي العناصر المفتاحية الثلاث للتنمية المستدامة، حيث يجب اللجوء إلى دراسات تكلفة دورة حياة تجهيزات المياه، بدل الاكتفاء بدراسة فعاليتها الوظيفية، فضلا عن تطوير طرق الصيانة، والتكوين المستمر للميكانيكيين، كحلول أساسية للرفع من أدائها.