وافق قادة الاتحاد الأوربي على خطة لإعادة هيكلة المصارف لتمكينها من مواجهة أزمة الديون في منطقة الأورو، فيما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الديون اليونانية ستقلص ب 100 مليار أوروبفضل تخلى المصارف عن حوالي 50 بالمائة من ديونها. وأفادت مصادر إعلامية أمس الأول أن الوثيقة التي نشرت عقب اجتماع للدول ال 27 في بروكسل أكدت موافقة قادة الاتحاد على الخطة المشار إليها. وصرح رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي قائلا: "لقد تم الاتفاق على إعادة رسملة المصارف التي من المفترض أن تكون أحد أهدافنا". وأضاف دونالد تاسك، أن الاتفاق ينص على أن تبلغ الأصول الخاصة للبنوك "الرأسمال والأرباح الاحتياطية 9 في المائة وهوهدف من المتوقع بلوغه في 30 جوان 2012، مشيرا إلى أن بيان قادة الاتحاد نص على أنه من أجل التوصل إلى هذا الهدف "على البنوك اللجوء في الدرجة الأولى إلى مصادر تمويل خاصة بما يشمل عمليات إعادة هيكلة وتحويل الديون إلى رأسمال". ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون " لقد حققنا تقدما جيدا" إلا أنه أشار إلى أن الخطة ستطبق فقط حالما يتفق قادة منطقة الأوروعلى "رزمة كاملة" من التدابير لحماية الأورو، كما أشار البيان إلى ضرورة وضع بعض القيود على توزيع الحصص ودفع الأرباح حتى تتحقق نسبة ال 9 في المائة.وكان الأوروبيون قد تعهدوا في جويلية الماضي بتعزيز الأصول الخاصة لمصارفهم من خلال إرغامها على وضع أصول خاصة ضمن الاحتياطي العائد لها بنسبة 7 بالمائة بحلول عام 2019, إلا أن المخاوف التي تسود حاليا في القطاع المصرفي قادتهم إلى تسريع العملية بشكل ظاهر. وكانت القمة الأوروبية الثانية قد بدأت أعمالها، مساء الأربعاء الماضي، لبحث أزمة الديون التي تخيم بظلالها على منطقة الأورو. وتبلغ قيمة الأموال المخصصة لصندوق الإنقاذ المالي الأوروبي حاليا، 440 مليار أورو، وهو ما يبدوإطارا ماليا غير كاف لمواجهة خطر انتقال عدوى أزمة الديون إلى ايطاليا واسبانيا واتفقت دول منطقة الأورو على "مضاعفة" القدرة الإنقاذية للصندوق من دون زيادة المبالغ المخصصة له.