نجح فريق مولودية الجزائر، أول أمس، في الخروج فائزا من المواجهة المحلّية التي جمعته بإتحاد الحرّاش على أرضية ملعب 5 جويلية التي تندرج ضمن مباريات الجولة التاسعة من الرابطة المحترفة لكرة القدم، وهي النتيجة التي سمحت لأشبال براتشي بوضع حد لسلسلة نتائجهم السلبية الأخيرة والتي تواصلت لشهرين كاملين قبل لقاء "الدّاربي". عرفت المواجهة بداية قوّية لزملاء الحارس عز الدين الذين نجحوا في الوصول إلى مرمى الحارس "الحرّاشي" دوخة في مناسبتين خلال ربع الساعة الأول من المواجهة عن طريق الثنائي سايح وبابوش على التوالي، قبل أن ينجح زيان شريف في تقليص النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، لتبقى الأمور على ما هي عليه خلال المرحلة الثانية التي شهدت تراجعا طفيفا لأشبال براتشي إلى الخلف من أجل المحافظة على النتيجة، وبهذا الإنتصار يمكن القول بأن المولودية حققت إنطلاقتها الفعلية هذا الموسم والتي طال انتظارها على أمل أن تبقى التشكيلة العاصمية على نفس الدّرب في الجولات المقبلة. اللاعبون رفعوا التحدّي رغم الظّروف الصعبة ويمكن القول بأن فوز المولودية الأخير في مقابلة الحرّاش هو فوز اللاعبين بالدّرجة الأولى نظرا للإرادة الكبيرة التي تحلّى بها زملاء القائد غازي خلال اللقاء، رغم الظروف الصعبة التي حضّروا فيها لهذا الموعد خلال الأسبوعين الماضيين بعد هزيمة باتنة الثقيلة، إضافة إلى الغيابات الكثيرة التي عرفتها التشكيلة، هذا دون الحديث عن اللاعبين الذين استعادوا أجواء المنافسة مؤخرا على غرار عطفان، زدّام وبابوش الذي تمكن من تسجيل هدف جميل يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي نشاهده في الملاعب الأوروبية، وعليه فإن كل لاعبي المولودية يستحقون العلامة الكاملة بعدما نجحوا في رفع التحدّي وتخطي عقبة الحرّاش رغم المشاكل التي عصفت بالنادي في الآونة الأخيرة. "براتشي" سيد الدرابيات من دون منازع ومرة أخرى، أثبت المدّرب الفرنسي للمولودية فرانسوا براتشي أنّه لا ينهزم في مباريات الدّاربي، رغم أن إتحاد الحرّاش كان المرشّح للفوز في المباراة التي جمعت الفريقين أول أمس السبت، إلا أنّ مفعول القبعة السحرية ظهر مرة أخرى ونجح التقني الفرنسي في التفوّق على نظيره شارف من النّاحية التكتيكية. وتعدّ مقابلة الداربي الأخيرة أمام الحراّش هي الخامسة من نّوعها بالنسبة للمدّرب الفرنسي، الذي حقق الفوز في أربع منها، في حين تعادل في واحدة وكان ذلك أمام بلوزداد في الموسم ما قبل الماضي الذي عرف تتويج المولودية بلقب البطولة. ومن دون شك، فإن أنصار المولودية يمنّون النّفس في أن تواصل قبعة براتشي مفعولها في المباراتين القادمتين أمام اتحاد العاصمة وبلوزداد على التوالي. الفوز لا يغطي النقائص وبالرغم أنّ لاعبي المولودية حققوا الأهم في مقابلة الدّاربي بخروجهم منتصرين، مما مكّنهم من كسب ثلاث نقاط ثمينة، إلا أنّه ينبغي الإشارة إلى أنّ الفريق في حاجة إلى عمل كبير لسد الثغرات وتصحيح النقائص العديدة التي خيّمت على أداء الفريق في اللقاء الأخير، أين ظهر غياب كلّي للإنسجام بين الخطوط الثلاثة وكان بإمكان لاعبي الحرّاش معادلة النتيجة في الكثير من المناسبات، رغم أنّهم كانوا متخلّفين بفارق هدفين، لولا الحظ والعارضة التي وقفت مكان الحارس عز الدين خلال الركنية التي نفذها أحد لاعبي الحرّاش في الدقائق الأخيرة، هذا دون الحديث عن الأداء الباهت لخط الهجوم الذي لم يظهر أشياء كثيرة باستثناء الهدفين المسجلّين في ربع الساعة الأول. سايح المدلل الجديد للشناوة وبابوش كالعادة برهن سايح أنه صفقة جيّدة قامت بها المولودية، حيث لم ينتظر أكثر من دقيقتين من البداية حتى فتح باب التسجيل برأسية جميلة بعد فتحة يعلاوي، وهو الهدف الثاني له في المولودية بعد هدف أول أمام النصرية، مؤكدا أنه هدّاف المولودية في "الداربيات"، إضافة إلى أنه شكّل خطورة كبيرة على دفاع الحراش، الأمر الذي جعل أنصار المولودية يهتفون باسمه مطوّلا بعد نهاية المباراة. وعلى ما يبدو، فإن سايح أصبج المدلل الجديد للشناوة. من جانبه، لم يخيّب رضا بابوش في هذه المواجهة، رغم أنّه شارك فيها في آخر لحظة بسبب الإصابة، حيث لم يكتف بالهدف الرائع الذي سجله، بل أنقذ فريقه من هدف التعادل بأعجوبة خلال الدقائق الأخيرة من المباراة.