قال بانوس مومتزيس منسق الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين السوريين إنه يتم استقبال السوريين الفارين من العنف بحسن ضيافة كبير ولكن الأعباء الملقاة على كاهل الدول المجاورة تزداد مع استمرار تدفق اللاجئين. وبعد 11 يوما من توليه هذه المهمة يتوق مومتزيس لتعويض الوقت الضائع في الجهود الرامية لدعم العدد المتزايد للاجئين. وقال في مقابلة مع رويترز "قررنا خلال الإثني عشر شهرا الماضية مساعدة السوريين بهدوء . ولكن أصبح هناك فراغ. ومنذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل عام شنت القوات الحكومية حملة على المعارضة أسفرت عن قتل ثمانية آلاف سوري على الأقل ودفع سوريين كثيرين للفرار للخارج. ومن المتوقع استمرار الأزمة في الوقت الذي لا تلوح فيه في الأفق نهاية لأعمال العنف. ومنذ تعيينه قضى مومتزيس الذي كان يعمل سابقا منسق الأممالمتحدة للاجئين الليبيين خمسة أيام في لبنان وأربعة أيام في الأردن ويعتزم السفر إلى تركيا هذا الأسبوع. ووفقا لأحدث احصاء سريع لوكالة الأممالمتحدة للاجئين فإن عدد اللاجئين في هذه الدول الثلاث يبلغ أربعين ألفا. ولكن الأممالمتحدة نفسها تقول الآن أن الرقم الحقيقي ربما يكون أكبر من ذلك بمرتين. وساعد مومتزيس على اطلاق خطة للأمم المتحدة بتقديم 84 مليون دولار للاجئين السوريين يوم الجمعة تتوقعأان يحتاج نحو 100 ألف شخص لدعم خلال الستة اشهر المقبلة. وقال مومتزيس "هذه ليست خطة تتعلق بأسوأ سيناريو يمكن أن يحدث. إنها مجرد استجابة للاحتياجات الحالية لنحو 100 الف شخص في المنطقة. مع تسجيلنا لعدد أكبر وأكبر من الناس يوميا وفي الوقت الذي يعبر فيه الناس الحدود فاننا نرى الأعداد تتزايد بشكل فعلي."وتقول وثيقة نداء الأممالمتحدة انه يجب على الوكالات الانسانية أن تكون مستعدة أيضا لما يصل لنحو 205 آلاف لاجيء"في تدفق ضخم محتمل."وقال مومتزيس إن "حالة اللاأمن والعنف في سوريا لها انعكاس مباشر على الدول المجاورة. وعندما تكون هناك توترات في حمص وادلب نرى موجة من الناس تعبر إلى تركيا او تعبر إلى الأردن.وفي الأردن حيث كنت عند الحدود منذ 48 ساعة يوجد نحو 150 شخص يعبرون الحدود يوميا. وفي لبنان الاعداد اصغر فهناك ما يتراوح بين عشر و15 عائلة يوميا. وفي تركيا عبر 1500 شخص على الرغم انني كنت في هذه المهمة خلال فترة 72 ساعة. وأقامت الحكومة التركية ثماني مدن خيام ومدينة ايواء مؤقت ولكن معظم السوريين الذين عبروا إلى الأردن ولبنان تستضيفهم المجتمعات المحلية وتسكن مع عائلات في منازلها. اشتباكات في ريف دمشق واستمرار التظاهرات ليلا وقعت اشتباكات عنيفة ليل الجمعة السبت بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق، بحسب ما أفاد ناشطون، في وقت استمرت التظاهرات الليلية المناهضة للنظام في جمعة "يا دمشق قادمون"، لا سيما في العاصمة وفي مدينة حلب وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي إن "مناطق الغوطة الشرقية شهدت مساء اشتباكات عنيفة جدا سمعت أصواتها في معظم أنحاء ريف دمشق، ووصلت الأصوات لبعض مناطق العاصمة" وأوضح ان الاشتباكات استمرت ليلا وتركزت في عربين ودوما. في الوقت نفسه، سارت تظاهرة مسائية في دوما أطلقت شعارات تطالب باسقاط الرئيس بشار الأسد، وسار المتظاهرون على وقع التصفيق وقرع الطبل.كما شهدت جديدة عرطوز في ريف دمشق تظاهرة حمل المشاركون فيها علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال وقبل حوب البعث، وهتفوا "يا بشار ما رح نركع، جيب الدبابة والمدفع". وسارت تظاهرة في حي التضامن في دمشق "رغم التواجد الأمني الكثيف"، بحسب الشامي.وتجمع حشد من الناس ليلا في جامع بلال الحبشي في حي كفرسوسة وادوا قسما مع رفع الأيدي، بحسب ما اظهر شريط فيديو مدته حوإلى اثني عشرة دقيقة بث على موقع "يوتيوب" الالكتروني، جاء فيه نقسم بالله العظيم (...) لن نتخاذل بهذه الثورة حتى النصر او الشهادة".وقال الشامي ان "عناصر من الأمن والشبيحة نفذوا ليلا حملة مداهمات واعتقالات في حي العسالي في دمشق تخللها ملاحقة ناشطين واطلاق رصاص".كما شهدت مدينة حلب (شمال) ليلا، بحسب اتحاد تنسيقيات حلب، تظاهرات مسائية وليلية في احياء السكري والشعار والصاخور والاشرفية. وحمل المتظاهرون المشاعل، بحسب ما اظهرت اشرطة فيديو وزعها ناشطون. ومن هتافاتهم "حرية، حرية" و"الموت ولا المذلة" والجيش الحر للأبد، داعس على رأس الأسد". كما حملوا لافتات كتب عليها "يا دمشق قادمون". وكان عشرات الآلاف تظاهروا الجمعة في عدد كبير من المناطق السورية لمناصرة العاصمة التي تشهد منذ أيام اشتباكات عنيفة لا سيما خلال الليل، وتصاعدا في حركة الاحتجاج.