بسبب ارتفاع أسعارها بالسوق الخارجية ونقص المساحات الرعوية للاعتناء بها عرف نشاط استيراد الأبقار على اختلاف أصنافها بميناء وهران ارتفاعا ملموسا، خلال العام المنصرم. وفي هذا الصدد، أوضحت مصادر مسؤولة بمصالح مديرية البيطرة انه تم استيراد 1540 من الجاموسات الحاملة والتي تعد في آن واحد منتجة للحليب. وحسب محدثنا فيما يخص عملية دخول هذه الأبقار، فقد جاء بتصريح من مصالح البيطرة، حيث تم إخضاع هذه الأخيرة للفحص الطبي للتأكد من صحتها وتفاديا لاحتمال إصابتها بمرض معدي قد يؤدي إلى الضرر بالصحة العمومية، خاصة وأن هذه البقرات حامل، مما يتطلب عنايتها ومراقبتها. إلى جانب ذلك، وقصد تم تدعيم السوق المحلية باللحوم الحمراء، فقد استقبلت المصلحة التجارية للميناء نحو 245 من الأبقار بغرض التسمين وذبحها لتسويقها، يحدث هذا في الوقت الذي عزف فيه المستوردون خلال العام المنصرم عن النشاط في مثل هذا النوع من التجارة نتيجة ارتفاع تكاليف روس الأبقار بالسوق الخارجية، حيث قفز سعر الرأس إلى 2100 أورو، مما انعكس على أسعارها محليا، حيث كان الرأس الواحد ب 7 مليون سنتيم، اما سعرها الحالي فإنه يصل إلى 25 مليون سنتيم. وتعد فرنسا وهولندا الممول الأول للسوق الجزائرية نظرا لتوفرها على سلالة جيدة، وذكرت مصادر من قطاع الفلاحة أن فتح باب تربية الأبقار خاصة الحلوب. جاء بعد قرار الحكومة بتدعيم المربين من الفلاحين الذين يملكون سلالة جديدة، حيث يمنح لكل فلاح 1 مليون سنيتم، إلى جانب تكاليف عملية التلقيح والفحوصات البيطرية، والتي قد تصل إلى 6 ملايين سنيتم. وتأتي هذه العملية من اجل تغطية السوق الوطنية بمنتوج الحليب الطبيعي، وهذا بعد ارتفاع أسعار المسحوق بالسوق العالمية، حيث أصبحت فواتير واردات هذه المادة الأولية تتضاعف كل سنة، مع العلم أن عدد مركبات إنتاج الحليب الطبيعي شبه منعدمة، حيث ينشط على مستوى ولاية وهران وحدتين فقط وإنتاجها جد محدود ليأكد لنا أحد المربين أن تربية الأبقار تتطلب مساحة فلاحية كافية تسمح بممارسة هذا النوع من النشاط ولا يمكن أن يقتصر الأمر على تربيتها بالمستودعات أو الإسطبلات، الأمر الذي نتج عنه تراجع معظم الفلاحين عن متابعة نشاط تربية الأبقار بسبب غياب المساحات الرعوية خوفا من إمكانية إصابة الابقار بالأمراض كالحمى المالطية أو ما يعرف بالبريسيلور، حيث سجل خلال الشهر المنصرم إصابة 103 بقرة بإحدى المستثمرات الفلاحية والتي تم التخلص منها نظرا للخطورة التي قد تلحقها بالإنسان المستهلك لحليبها.