كرمت الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي نهاية الأسبوع الماضي بدار عبد اللطيف الناشر الجزائري عمار بوشراب، وهذا بعد أن تم تقليده في 19 عشر من جوان الماضي من طرف جمعية غوتمبورغ المتواجدة بجنيف وسام فارس وضابط في مصف الاستحقاق الأوروبي"غوتمبورغ"، نظرا لمساهمته في تطوير تقنيات الطباعة في الجزائر واعتبر مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي السيد مصطفى أوريف أن التتويج الذي تقلده الناشر يعد امتياز فني قبل أن يكون تقني، باعتبار الطباعة المساهم الرئيسي في تفعيل حركة المعارف والآداب، مضيفا أن التكريم هو بمثابة مكأفاة لمجموع العاملين في حقل الطباعة الجزائرية التي تمكنت رغم الصعوبات من تحقيق عصرنتها، بدليل امتلاكها لإمكانيات تنموية هائلة من حيث الاستثمارات، واستحداث مناصب الشغل، والتطور التقني. من جهته صرح الناشر المختص في طباعة المجلات عمار بوشراب أنه في غضون العشر سنوات الماضية تم تكوين أكثر من ستون شخصا في مجال الطباعة الجزائرية، مشيرا في ذلك لتطور مستوى الطباعة في الجزائر لدرجة أنها أصبحت تضاهي الطباعة الأوروبية. وفي هذا الشأن أكد بوشراب أنه سيشرع في فتح مقرات جديدة خاصة بعملية التصنيع، وهذا في كل من منطقة الشراقة، بابا علي، و الأبيار، و المدعومة بتركيبات جديدة من جانب التكنولوجيا العالية والآلات المستخدمة، وكذا الكفاءة المهنية، كون شغله الشاغل كما ذكر يكمن في دعم التقدم في مجال التخصص لزيادة القدرة على المنافسة، بتلبية الطلب،و خاصة تعزيز الشراكة المناسبة التي تضمن مساهمات قيمة من زعماء العالم في مجال الطباعة. وأوضح المتوج أن عملية الطباعة في مؤسسته بعد أن يتم التحقق منها، يتم تجهيزها في وقت قياسي، مرجعا ذلك لوجود الفضاء الرقمي الذي يوفر الأمن، التكنولوجيا ، ومعالجة البيانات بوثوقية أكبر، بالإضافة إلى انه يسمح بتوفير الكثير من الوقت والابتعاد عن التبذير، والمفاجآت السيئة وقت الطباعة. داعيا في ختام حواره إلى ضرورة تكفل الدولة بمشكل التوزيع الذي يبقى مطروح في غياب إستراتيجية تدعم قطاع النشر في الجزائر، واقترح بوشراب الإقتداء بتجارب الدول المتطورة التي تعمل على التوزيع المجاني للجرائد والمجلات لضمان وصول المعرفة للمواطن. للعلم عمار بوشراب من مواليد سنة 1968 بمدينة الجزائر، تابع دراسته العليا في الإعلام الآلي، وكان شغوفا منذ البداية بتكنولوجيات الاتصال الجديدة حيث تقلد إلى غاية 1994 وظائف رئيس مصلحة النشر بمساعدة الحاسوب في الصحيفة الأسبوعية "الثورة الإفريقية"، ثم انشأ مؤسسة صغيرة خاصة في مجال الحفر الضوئي و في عام 1999 قام بإنشاء فضاء رقمي سجل به الانتقال إلى الطرائق الجديدة في مجال وسائط الإعلام المتعددة و بذلك قام بتلبية حاجات قطاع الاتصال والنشر الذي شهد نوعا من الازدهار في الجزائر، و في عام 2006 شرع بتركيب مشروع جديد يهدف إلى إدخال آلة طباعة الاوفست، ليتوج عمله في الأخير بظهور مؤسسة "روتو الجزائر" التي تولى رئاستها. ومن ثم فهو يعد من الرواد الجزائريين السباقين لإنشاء الفضاء الرقمي الذي بفضله سجل الانتقال بالطباعة في الجزائر إلى الحداثة، كإدخال آلة طباعة أوفست، نظام لوحة الحاسوب، وكذا لوحة الطباعة، الذين جلبوا فوائد معتبرة من حيث ربح الوقت، وتحقيق الجودة في مجال الطباعة الأولية.