أثارت الزيارة المرتقبة للزعيم الليبي معمر القذافي إلى الولاياتالمتحدةالامريكية، خلال الشهر القادم، وذلك لحضور اجتماعات الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، غضبا واستياء كبيرين، شعبيا وسياسيا أمريكيا وذلك على خلفية استقبال القذافي لليبي عبد الباسط المقرحي، المدان في قضية لوكربي عام 1988، والذي أفرج عنه من طرف السلطات الأسكتلندية نهاية الأسبوع . وطلب السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجرسي الأمريكية، فرانك لوتينبيرغ، من وزارة الخارجية الأمريكية، منع القذافي من التنقل إلى المنطقة المحيطة بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أنه لم يتخذ أي قرار بشأن المكان الذي سينصب أي شخص فيه خيمته، في إشارة منه إلى القذافي هذا الأخير الذي اعتاد تنصيب خيمته البدوية في أسفاره خارج ليبيا، الأمر الذي يوحي بأن القذافي غير مرحب به في أمريكا، لاسيما بعد الإفراج عن المقرحي المدان في حادثة تفجير الطائرة الأمريكية في سماء لوكربي . على الصعيد الشعبي هدد أهالي ضحايا لوكربي بالتظاهر ضد القذافي، في حالة زيارته إلى نيويورك، لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهي الزيارة التي تثير خلافات كبيرة، بسبب إقامة خيمته في نيويورك. بينما ندد أهالي الضحايا بشدة بقرار الإفراج الذي أعلنته اسكتلندا على المقرحي، الذي يعتبر الشخص الوحيد الذي أدين في تفجير الطائرة، وهو الأمر الذي أثار عدة تساؤلات وبأن العملية تقف وراءها أطراف أخرى وراء التفجير لأجل تمرير أجنداتها . خاصة بعد قيام نجل القذافي بتفجير قضية الإفراج عن المقرحي والأسباب الحقيقية وراء إطلاق سراحه، إذ أكد أن وراء قرار الإفراج هذا صفقات سرية لصالح بريطانيا، وتحديدا النفط والغاز . وتأتي الزيارة المرتقبة للقذافي إلى الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تمر فيه العلاقات الأمريكية الليبية بحالة من التوتر، بعد رد الفعل الأمريكي الغاضب من الترحيب الذي حظي به الليبي عبد الباسط المقرحي، المتهم بعملية تفجير الطائرة الأمريكية فوق سماء لوكربي في عام 1988، إلا أن لقاء أوباما والقذافي المحتمل، أثيرت حوله توقعات بعودة العلاقات بين طرابلس و واشنطن، لاسيما بعد ما بدأت في التحسن مؤخرا بعد إغلاق الجانبين الليبي والأمريكي ملف الخلاف حول لوكربي، بقبول ليبيا دفع التعويضات لأهالي ضحايا الطائرة. كما تهافتت الشركات التجارية الغربية على ليبيا، لأجل عقد الصفقات التجارية والاستفادة من عائدات النفط الليبية، التي تكدست على مدار العقود الثلاثة الماضية والتي لم يتمكن القذافي من صرفها خلال هذه الفترة، بسبب الحصار المفروض عليها من من طرف الغرب، لا سيما الولاياتالمتحدةالأمريكية .