باءت محاولات الإرهابي الخطير "دروكدال عبد المالك" بإعادة هيكلة تنظيمه المسلح بالفشل، وعجز عن احتواء المشاكل الكثيرة التي اعترضت زعامته، مما سبب في اضطرابات في صفوفه امتدت في كثير من الأحيان إلى درجة الصراعات التي عجلت بزوال السرايا ومنها الكتائب، في مقابل عدم تمكنه من استقطاب الإرهابيين إلى صفه أسفر في النهاية عن ظهور بوادر العصيان وإعلاء الأصوات المعارضة التي تهتدي إلى التوبة ومنها من يسعى إلى الإطاحة به وافتعال مشاكل داخل التنظيم. لم يمر الكثير من الوقت على ترتيب بيت ما يعرف "بالجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حتى بدأت بوادر انشقاقه خاصة بمنطقة الوسط والتي سببها تزايد حالات الاستسلام عند الإرهابيين، إذ لا تزال كتيبة "الأنصار" توجه الضربات المتتالية لزعيمها الأول وتستمر في إحباط مخططاته، رغم أنها كانت في سنوات توليه الإمارة بمثابة القوة الضاربة له، إلا أن استسلام عناصرها بين الفينة والأخرى وتراجع قادتها عن العمل المسلح، أضعفها لدرجة جعلته يستعين بالسرايا المجاورة لتدعيمها. وقد سبب استسلام أربعة إرهابيين بحر هذا الأسبوع أنفسهم لمصالح الأمن بسيدي علي بوناب والنشطين ب "الأنصار"، صدمة أخرى لأبي مصعب عبد الودود الذي راهن كثيرا على الكتيبة ووجه كامل اهتمامه عليها، إذ أوكل إليها العديد من المهام وقلد عناصرها مسؤوليات هامة في تنظيمه وقربهم إليه، على غرار أميرها السابق حارك زهير المدعو سفيان فصيلة أبي حيدرة المقضي عليه في 2007 والذي جعله دروكدال أميرا على المنطقة الثانية، وكذا خليفته سعداوي عبد الحميد المدعو يحيى أبو الهيثم المقضي عليه شهرا فقط بعد رفيقه والذي أسند إليه منصب مسؤول المالية والعلاقات الخارجية في التنظيم، إلا أنه وفي أواخر شهر جانفي من هذا العام تعرض لأكبر صدمة بعدما قرر بن تواتي علي تسليم نفسه لمصالح الأمن، وأعقب العملية حملة من الاستسلام من طرف الإرهابيين أسوة بأميرهم الذي تجرأ على معارضة درودكال وانضوى تحت لواء المصالحة الوطنية. وقالت بعض المصادر إن درودكال ورفقاءه تخوفوا من تلاشي الكتيبة التي تعيش منذ مدة كبيرة تحت وقع ضربات قوات الجيش المستمرة وسارعوا إلى إعادة هيكلة التنظيم بالاستعانة بالمدعو العكروف الباي، المكنى بسلامة والملقب بالفرماش، بعدما تم القضاء على خليفة بن تواتي المدعو مسرور مراد في محاولة لاستدراك النزيف الحاد الذي أضحى التنظيم يشكو منه والذي أغضب مقربي درودكال منه، محمّلين إياه مسؤولية النتائج التي وصلوا إليها بعد موافقتهم على منهجه الجديد الأقرب إلى "الجيا"، والذي لم يجد حرجا في إعلان ولائه لقاعدة أفغانستان. وكانت كتيبة "الأنصار" قد أوشكت على الزوال بعد تقلص عدد عناصرها، بعدما أضحت عرضة للجوع والعطش، ومعهما المطاردة اليومية لهم من طرف القوات المشتركة. ولم يتوقّع درودكال بعد ضمه لسرايا برج منايل وتيمزريت، وغيرها إلى الكتيبة، أن يكون مصيره الفشل، إذ لم يستغرق أميرها فيها أكثر من شهرين، حتى اضطر الأمير الوطني لاستبداله بأخر.