أعلنت السلطات الصحية بولاية عنابة، أمسية أول أمس الخميس، عن إصابة 20 شخصا بوباء التهاب الكبد الفيروسي من نوع "أ"، جرّاء استهلاكهم مياه شرب ملوثة اختلطت بقنوات الصرف الصحي في حي 11 ديسمبر وسط بلدية عاصمة الولاية. وقد حوّل جميع المصابين بالوباء إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى الحكيم ضربان، بعدما ظهرت عليهم أعراض التقيؤ والغثيان والإسهال، وهم في هذه الأثناء يخضعون للرقابة الطبية المركزة بواسطة العلاج بالمضادات الحيوية. وقال مصدر طبي تحدثت إليه "الأمة العربية"، إنهم لن يغادروا المستشفى إلا بعد أسابيع، حسب ما يستدعيه الأمر. وشدد مصدرنا ، على أن معظم المصابين هم من الأطفال والمراهقين ، ويوجد بينهم ثلاثة أشخاص من فئة كبار السن بسبب ضعف جهاز المناعة. وقد بينت تقارير المعاينة التي أجرتها فرق المراقبة والمكتب البلدي لحفظ الصحة العمومية، أن الحي محل الحادثة يشهد تدهورا بيئيا فظيعا بسبب التسربات الناجمة عن اهتراء قنوات الماء الشروب التي اختلطت بمياه الصرف الصحي. وطالبت جمعية مرضى التهاب الكبد الفيروسي، السلطات المحلية بفتح تحقيقات وبائية موسعة لتحديد المسؤوليات، ووجهت سيلا من الاتهامات تتعلق بتقصير المسؤولين المحليين واستهتارهم بصحة المواطنين. وقال متحدث باسم الجمعية المذكورة في اتصال بالجريدة: "إنها طالبت بتمكينها من كامل التقارير التي سيتوصل إليها بخصوص حادثة الخميس الأسود، وكذا توفير الرعاية الصحية اللازمة والتكفل الجاد بالمرض" . وفي السياق ذاته، اتهم منتخب بالمجلس الشعبي الولائي لعنابة، السلطات الولائية بالضلوع في الكارثة التي ضربت المنطقة على خلفية أنها لم تكلف نفسها عناء تطهير البيئة والمحيط وتجديد شبكات الصرف الصحي المهترئة، والتي يعود معظمها إلى الحقبة الاستعمارية. وهوّن مصدر مسؤول بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، من القضية التي قال إن مصالحه "تكفلت بالمرضى حسب ما تقتضيه وضعياتهم"، مؤكدا أن قطاعه يأتي في الحلقة الأخيرة من مسلسل حفظ الصحة بعد "المواطن الذي يجب أن يتحلى بالوعي وكذا بقية المصالح الإدارية الأخرى". وشدد المسؤول ذاته بقطاع الوزير بركات في عنابة، على أنه "تم تكليف فرق طبية للمراقبة الصحية، آخذة في الحسبان تكاثر الأمراض والأوبئة في فصل الصيف". وكان والي الولاية محمد الغازي، قد علق في اجتماعات رسمية سابقة، مسؤولية "غرق البلديات في القاذورات والأوساخ " على عاتق الأميار والمنتخبين، داعيا إياهم إلى "التحلي بروح المسؤولية في التكفل بمشاغل مواطنيهم"، وهذا بعدما سجل نشطاء المجتمع المدني وجمعيات الأحياء، تدهورا رهيبا في مجال البيئة وحماية المحيط. وعلم من مصدر موثوق به، أنه تم تشكيل خلية أزمة ولائية وأعلنت حالة طوارئ قصوى لمتابعة تداعيات "الكارثة" التي ضربت حي 11 ديسمبر خوفا من اتساع رقعة العدوى. وللإشارة، فقد سجلت المصالح المعنية بعنابة، منذ السنة الحالية، تعرض أزيد من 100 شخص للإصابة بوباء التهاب الكبد الفيروسي.