وجدت السياحة الجزائرية، مرة أخرى، نفسها خارج المنافسة مع دولة صغيرة بحجم تونس الجارة التي افتكت عن جدارة واستحقاق مرتبة مشرّفة رفقة دولة الإمارات العربية في تصنيف موقع إلكتروني أمريكي متخصص في السياحة والأسفار والرحلات، لتصبحا الدولتين الممثلتين الوحيدتين للوطن العربي في قائمة تضم 10 مواقع أكثر جاذبية للسواح في العالم خلال السنة الجارية. شمل تصنيف الهيئة الأمريكية المتخصصة في السياحة "فرومرز"، عينة مشكلة من 1200 شخص من مختلف مناطق الكرة الأرضية، وتم تخييرهم بين 3500 وجهة سياحية في العالم، وحلت تونسوالإمارات إلى جانب مدن وعواصم غربية ضمن قائمة الأكثر جاذبية للسياح على المستوى العالمي. ويكشف هذا التصنيف فشل السياسات المنتهجة منذ سنوات في تسيير القطاع، الذي أصبح يدر على كثير من الدول ملايير الدولارات، رغم الترويج لخطط واستراتيجيات "مزعومة" تستهدف الرقي بالقطاع. لكن خروج الجزائر من دائرة التصنيف العالمي، جاء ليثبت بالدليل والبرهان "عبث المسؤولين على النشاط السياحي، رغم الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها دولة كالجزائر في حجم قارة، وكذا رغم الميزانية الضخمة المرصودة لأجل النهوض بالسياحة وترقيتها". وكما كان منتظرا، أثنت الهيئة الأمريكية التي تغطي 3000 وجهة سياحية عبر العالم، على نجاحات السياحة التونسية التي "تختزل سحر شمال إفريقيا وتتمازج فيها الحضارات والثقافات بين إسلامية ومتوسطية ورومانية وبونيقية وغيرها". وفي سياق ذي صلة، زحف حوالي 100 ألف مواطن جزائري، في احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، على المركبات والمنتجعات السياحية في مختلف المدن التونسية، حسب ما كشفته إحصائيات مصالح الجمارك وحرس الحدود بمراكز العبور في الولاياتالشرقية المتاخمة للجمهورية التونسية. ففي الفترة الممتدة بين 30 و31 ديسمبر المنقضي، تم تسجيل عبور أكثر من 35 ألف شخص، وأزيد من 20 ألف مركبة على مركزي أم الطبول والعيون الحدوديين بولاية الطارف، لقضاء "الريفيون" في مدن الدولة الجارة، وكذلك يتم سنويا تسجيل قرابة المليون سائح من مختلف ولايات الوطن، يفضّلون قضاء عطلتهم الصيفية بالفنادق والشواطئ التونسية هروبا من جحيم الاصطياف في مدن تفتقد لأدنى شروط النظافة والتهيئة، كما تفتقر للمرافق والهياكل التي بوسعها استقبال الوفود السياحية. وقد عايشت "الأمة العربية" في الصائفة المنصرمة، حالات كثيرة لعمليات فرار جماعي نفذها مواطنون جزائريون نحو المدن التونسية، بعدما صدمتهم الأوساخ والفضلات التي تحاصر شواطئ القالة والحنايا في ولاية الطارف، وعين أعشير وريزي أعمر وشطايبي بعنابة، وسطورة والقل بسكيكدة، يضاف إلى ذلك انعدام مرافق الاستقبال في مناطق تكتنز ثروة وإمكانيات ضخمة، كان كافيا استغلالها جيدا لجعلها أقطابا سياحية بامتياز.