كانت " الأمة العربية" كالعادة في الموعد وفي الحدث وهذه المرة من مطار هوارى بومدين الداخلي حيث حطت الطائرة المخصصة لنقل مناصري المنتخب الجزائري إلى انغولا أرضية المطار بعد التحليق في أجواء إفريقيا لأزيد من 8 ساعات بعد توقفها في مطار النيجر أين تزودت بالوقود والطعام حيث انه برغم التعب والعياء اللذان نالا من المشجعين الذين بلغ عددهم حوالي 1300 مناصر خصوصا المشجعين القادمين من ولايات بعيدة . إلا أن الذي ينظر إليهم لحظة خروجهم من باب المطار يخيل إليه أنهم كانوا في سفريه قصيرة وليست سفريه ماراطونية كتلك التي خاضوها في يومين . ورغبة منا في معرفة أحوالهم وما عاشوه من مغامرات في انغولا وكيف عايشوا مباراة الخضر اقتربنا من بعضهم فوقع اختيارنا على المناصر الذي ظهر في شاشة" الجزيرة الرياضية" حاملا علم فلسطين وإسمه زهير ومعروف عنه حبه الكبير للمنتخب الجزائري حيث سافر إلى مصر أين لعب المنتخب الوطني آخر مبارياته في التصفيات الموندياليه واعتدي عليه مع المنتخب أيضا حيث لا يفوت أى فرصة لحضور مباريات" الخضر" . جدير بالذكر أن عدد المناصرين المصريين لم يتجاوز 160 مناصر بحسب شهادات المناصرين ، يبدأ المناصر زهير حديثه باستغرابه وذهوله الشديدين من كون انغولا من بين أغلى دول العالم بينما يعيش شعبها فقرا مدقعا حيث في عدة مناسبات تم الاعتداء على مناصرينا من طرف أشخاص انغوليين بغية سرقة مايملكون من ملابس أو أى شيء له منفعة وهذا ما حدث بالفعل للمناصر زهير الذي كان برفقة مناصرين جزائريين آخرين عندما هاجمتهم على غيلة مجموعة من الأنغوليين واستولت على بعض ملابسهم ومازاد الأمر غرابة هواستيلاؤهم أيضا على الأعلام الجزائرية وبما أن الجزائريين معروفون بمساندتهم لبعضهم البعض وعدم تقبلهم الظلم وقفوا جنبا إلى جنب مع بعضهم ما مكنهم في الأخير من النجاة وبما أن الاعتداء لم يكن بالقوة واقتصر على الإلحاح والطلب إلا أن المناصرين الجزائريين ابانوا عن تعاطفهم مع الشعب الأنغولى الفقير وسمحوا لهم بان يؤخذوا بعضا من مقتنياتهم . يبقى ماحز في نفوس المناصرين أنه لم يتم إعطاؤهم تذاكر الدخول إلى الملعب والمقدر عددهم ب 50 مناصرا وبقوا في الانتظار خارج الملعب قبل 20 دقيقة من بداية اللقاء ليتم في الأخير السماح لهم بالدخول إلى الملعب بعد تدخل السفارة الجزائرية في أنغولا وبعد انتهاء اللقاء نقلوا إلى قاعدة جوية عسكرية لنقلهم إلى الجزائر ليتفاجأوا بأن موعد رحلتهم ليس الآن ولكن بعد غد على الساعة الثامنة حيث ترك المناصرين في ظروف صعبة واستعدوا للنوم في أرضية بجانب المطار وعلى الأرض ليتدخل بعدها المسؤولون ويحضروا لهم أفرشة وأغطية بالإضافة إلى مشروبات . أما العودة فكانت في اليوم الموالى على الساعة 12.00 ظهرا في رحلة دامت أكثر من 8 ساعات مرورا بالنيجر حيث حطت الطائرة للتزود بالوقود والطعام . ويبقى في الأخير التنويه بالحب والإرادة الكبيرة التي يتمتع بها المناصر الجزائري الوفي والمستعد إلى السفر إلى أي نقطة في الأرض من اجل مناصرة فريقه الذي لا أحد سيوقف أفراحه مهما كان، وهذه خصلة من خصال الشعب الجزائري الوفي .