تختتم، اليوم السبت، فعاليات معرض العسل الذي نظم على مدار 4 أيام ببلدية براقي إلتقى خلالها أكثر من 20 مهنيا ومتعاملا في مجال تربية النحل وتسويق العسل في منطقة المتيجة المعروفة بجودة منتوجها "عسل الحمضيات" والذي يوصى به لعلاج العديد من الأمراض العرضية والمزمنة. وكشفت مصادر على دراية بمستجدات قطاع تربية النحل وتسويق العسل خلال هذه التظاهرة، أن العسل المستورد من الخارج وخصوصا من منطقة الجنوب الشرقي للقارة الاسيوية (ايران وكزاخستان) وبعضا من الدول الافريقية جنوب الساحل، يسبب مضاعفات صحية خطيرة وفقا لما أثبتته التحاليل الميكروبيولوجية التي اجريت على عينات مختلفة من العسل المستورد، لأنه يخضع لعمليات كيميائية عديدة مثل "البسترة" وهي العملية التي تفقده كل الفوائد الغذائية له، كما تكسبه بفعل بعض الاضافات الكيميائية (المواد الحافظة) نوعا من المضادات الحيوية التي تسبب مضاعفات صحية خطيرة، خصوصا على مستوى الجهاز الهضمي والنظام المناعي للجسم. وقالت مصادرنا إن انعدام الأسواق وضعف الطلب هي من بين أهم الاسباب التي تواجه مربي النحل في السنوات الاخيرة، على اعتبار أن التعاونيات لا تبتاع من المربين سوى كميات ضئيلة مقارنة بحجم الانتاج السنوي، الامر الذي يجعل المربي في حيرة لايجاد أسواق لصرف الفائض من المنتوج. وتأتي فكرة تنظيم المعارض والصالونات المهنية المتخصصة عبر مختلف المناطق في الوطن، في اطار الاستراتيجية الوطنية التي ترعاها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بالنسيق مع الجماعات المحلية، بهدف الترويج لهذا المنتوج وايجاد أسواق له بتحفيز الطلب أكثر. ويعاني المربون أيضا علاوة على مشكل التسويق، من غياب الثقافة "البيطرية"، حيث يتسبب الاستعمال العشوائي للمضادات والمواد الكيميائية والمبيدات في فقدان أسراب معتبرة سنويا، الأمر الذي أثر وبشكل كبير على مردودهم. المناسبة كانت أيضا فرصة لمربي النحل لرفع مطالبهم للوصاية من أجل التدخل العاجل لإنقاذ هذه الحرفة العريقة، ودعم القطاع بالتقنيات والتكنولوجيات وتوسيع خارطة المخابر ومراكز التحاليل، وأيضا دعم مشاريع مرافقة المربين في اطار الاستراتيجية الوطنية لتعزيز أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لاسيما تلك التي ما تزال تعمل بطرق ووسائل بدائية.