كشف عدد من مربي النحل بالطارف أن موجة الحرائق المهولة التي شهدتها غابات الولاية خلال الأيام القليلة الفارطة تسببت في إتلاف كميات معتبرة من منتوج العسل الطبيعي الجبلي بعد أن امتدت السنة النيران الى الخلايا ما كبدهم خسائر معتبرة على اعتبار أن حملة جني العسل لازالت متواصلة وقد توقفت ببعض المناطق الجبلية بعد أن اجتاحتها الحرائق . وذكر هؤلاء المربون ببعض المشاكل التي تعترضهم بما بات يهدد بزوال نشاط تربية النحل ،بالرغم من خصوصيات المنطقة في هذا المجال ، مناشدين والي الولاية التدخل العاجل لدفع مصالح الغابات التوقف عن قطع أشجار الكاليتوس حيث المنطقة تبقى غنية بهذه الثروة التي تعد الغذاء الرئيسي للنحل ،مشيرين إلى القطع العشوائي حسبهم لمساحات معتبرة من غابات الكاليتوس، في الآونة الأخيرة أدى إلى تقلص المراعي وكبدهم خسائر بعد هلاك كميات معتبرة من الخلايا ومنها الملكات التي لم تجد المرعى خلال مرحلة جمع العسل ما دفع البعض إلى التنقل من مكان لأخر لإنقاذ خلايا النحل من الهلاك الشيء الذي انعكس سلبا على تراجع نشاطهم وتدهور الإنتاج وعزوف عشرات المربين على تربية النحل بما بات يهدد بزوال هذا النشاط وإحالة المربين البالغ تعدادهم قرابة 1000مربي على البطالة ،حيث يبقى هذا النشاط مصدر رزقهم الوحيد بالنظر لخصوصيات المنطقة المعروفة بنشاط تربية النحل وإنتاج العسل ذو النوعية والجودة الرفيعة ،ما جعله محل طلب وإقبال متزايد عليه من داخل الولاية وخارجها يحدث هذا بالرغم من الشكاوي حسبهم المرفوعة للجهات الوصية لوقف قطع أشجار الكاليتوس حفاظا على مستقبل نشاط تربية النحل من الزوال والتي زادت عليها ظاهرة سرقة صناديق خلايا النحل من قبل مجهولين تحت جنح الظلام ليلا ما الحق بالمربين خسائر وأدى إلى إفلاس البعض في حين لجا آخرون إلى ضمان الحراسة لخلايا النحل وانجاز أقفاص لها لحمايتها من عمليات السرقة في ظل تفشي الظاهرة. من جهتها أشارت مصالح الغابات أن قطع غابات الكاليتوس تتم بطريقة تقنية وعلمية وفق دراسات وليست بطرق عشوائية كما يضنه مربو النحل ،مشيرة بان قطع أشجار الكاليتوس التي تعد ثروة اقتصادية يندرج في سياق توفير حاجيات السوق الوطنية من الحطب إلى جانب تهيئة وتنظيف الغابات من الأشجار التي تبقى بحاجة إلى تجديد مع تشجير المساحات الغابية التي قطعت من اجل تشبيبها وجعلها أداة في التنمية الاقتصادية في إطار التنمية المستدامة دون المساس بالتوازن الايكولوجي لهذه الثروة ، للدور الذي تلعبه في نشاطات أخرى ومنها تربية النحل ،وهي العملية التي تجري بطريقة متوازنة،مع برمجة كل سنة عمليات لتشجير بمعدل 200هكتار بما فيها أشجار الكاليتوس من اجل الحفاظ على ديمومة الثروة الغابية .هذا فيما طمأنت فيه مصالح الفلاحة بأن الولاية ،تبقى غنية بمساحات الكاليتوس بمساحة تفوق 70الف هكتار والتي من شأنها تلبية حاجيات المربين مع برنامج سنوي لتشجير مساحات هائلة من اجل توسيع وتجديد هذه الثروة وإعادة الاعتبار لها خاصة بالنسبة للغابات التي طالتها الشيخوخة والأمراض .. إلى جانب ذلك وعدت المصالح المعنية بإجراءات لإعادة الاعتبار للشعبة وتنظميها بتقديم كل الدعم لها وتطوير هذا النشاط عموما لأهميته الاقتصادية مع إجراءات أخرى ستتخذ بخصوص المربين المتوافدين على الولاية للرعي بصناديق النحل بطرق غير قانونية ودون ترخيص من الجهات المختصة .