كل المسؤولين المحليين خارج مجال التغطية ! أوضاع كارثية بات يتخبّط فيها سكان وهران خلال الأشهر الأخيرة، جراء الانقطاعات المتكرّرة للمياه وتفاقم مشكل تراكم القمامات والأوساخ التي أصبحت تهدّد صحة المواطن، في ظل إتباع المسؤولين لسياسة الهروب نحو الأمام واللامبالاة وعجزهم عن حلّ مشكل رفع القمامة، الذي أضحى المواطن ينام ويستيقظ عليها، حيث تحوّلت الأحياء والطرقات ومحيط المؤسسات التربوية وحتى المرافق العمومية الصحية، إلى مواقع لمفرغات عمومية وكأنك بمراكز الردم التقني، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة. ويبقى هذا الوضع منذ أكثر من أسبوعين على هذا الحال والسلطات لم تحرّك ساكنا، وهذا بعد القرار القاضي بتوقيف جميع التعاملات مع قطاع الخواص في مجال النظافة ورفع القمامات دون إيجاد الحل البديل. ولم يقتصر الأمر على تراكم الأوساخ المتموجة بين الطرقات والأحياء فحسب، بل ما زاد من حدة تعفن الوضع، هو الانقطاعات المتكرّرة للمياه. حيث تشهد العديد من المناطق بوهران شحّا في مياه الحنفيات، وهو ما انجر عنه الروائح الكريهة، حيث أكد لنا سكان حي الصباح وإيسطو، أن الوضع أصبح لا يطاق على حد تعبير ممثل لجنة الحي "الزبالة من جهة والماء مقطوع من جهة أخرى، إلى أين نحن متّجهون، وأين هم المسؤولون" مما جعل بعض السكان يستنجدون بمياه الصهاريج المتنقلة لقضاء أشغالهم المنزلية، حيث يصل سعر البرميل ذات سعة 20 لتر إلى 25 دينار خاصة العائلة التي لها أطفال مما يجعلهم بحاجة إلى نظافة باستمرار، ناهيك عن المحيط، مضيفا في الأحيان نضطر إلى الاستنجاد بمياه الحمامات والمرشات. من جهة أخرى، فقد طالب العديد من سكان الأحياء، اتخاذ حلول عاجلة، في ظل الانقطاعات المتكررة للمياه وهذا بإنجاز خزان مائي لسكان العمارة وتزويده بمضخات لتمويل السكان عند كل حالة انقطاع للمياه، وهو ما يكلّف مبالغ مالية معتبرة. هذا وفي سياق متّصل، فقد أعرب العديد من الموظفين على مستوى الإدارات خاصة عبر المؤسسات التربوية، عن انشغالهم إزاء هذا المشكل خاصة وأن فئة التلاميذ بالمدارس بحاجة ماسة لهذه المادة الحيوية والواسعة الاستهلاك خاصة بدورات المياه وتنظيف قاعات الدراسة، الأمر الذي دفع بعض المؤسسات إلى اقتناء الخزانات البلاستيكية ووضعها على الأسطح لحلّ مشكل الانقطاع. يحدث هذا، في الوقت الذي تشهد فيه محطة تحلية مياه البحر "المقطع" باعتبارها المموّن الرئيسي لولاية وهران، تراجع ملحوظ في الإنتاج في الآونة الأخيرة، وهذا كونها بحاجة لصيانة من طرف المؤسسة المسيرة للمحطة في أقرب الآجال من أجل الرفع من الطاقة الإنتاجية والعودة التدريجية للوضعية العادية، الأمر الذي تطلب وضع برنامج خاص لتوزيع المياه عبر مناطق بلديات وهران، لحين تحسن الإنتاج، خاصة ونحن على موعد حلول شهر رمضان وموسم الصيف.