أعلنت مديرية الري لولاية تلمسان بشكل رسمي مساء أول أمس، عن وجود حالة تلوث خطير على مستوى سد بني بهدل 28 كلم جنوب غرب تلمسان، الذي يزود سكان ولايتي وهرانوتلمسان بالماء الصالح للشرب، بعد تسرب كمية من المواد الكيماوية مثل مادة الفسفور المركزة، إذ تم تسجيل حالات نفوق للحيوانات البرية، وكذا لقطيع من الأبقار والمواشي وإبادة لأسراب من النحل، حيث يعيش محيطه حالة طوارئ قصوى منذ أيام نتيجة تردي الأوضاع البيئية به. وقالت رئيسة مصلحة التطهير بمديرية الري، زرهوني نادية، إن السد عرف تلوثا بمواد كيماوية شديدة التركيز، كمادة الفسفور، حيث كشفت التحقيقات الأولية، عن قيام مؤسسة النسيج بسبدو، برمي نفايات كيماوية في مجرى واد تافنة، الذي يصب في أكبر سد بغرب البلاد، وذلك بعد انتهاء المؤسسة من عملية تنظيف الخزانات، التي كانت تضم مواد كيماوية، بعد شهر من العطلة السنوية، التي اعتادت مؤسسة النسيج الدخول فيها، لتسجل بعد ذلك، حالات نفوق للأسماك والحيوانات، دون تسجيل إصابات بشرية لحد الساعة، مع الإشارة إلى أن فلاحين بالمنطقة، أكدوا تضرر المساحات المزروعة والأشجار المثمرة، التي تم سقيها من مياه السد، هذا الأخير الذي تتجاوز طاقته 56 مليون متر مكعب، أصبح مهددا بالتلوث بواسطة المواد الكيمياوية الخطيرة، التي رمتها مؤسسة النسيج بسبدو، والتي تشكل أيضا تهديدا لحياة المواطنين، في حال ما إذا تأكد مصدرها، ونسبة خطورتها الحقيقة على الصحة العامة. وتفيد المعلومات المتوفرة بشأن هذه القضية الشائكة، التي ستزيد من تعقيد مستقبل البيئة بمحيط السدود، إلى تنقل فرقة خاصة بالتحقيقات في مثل هذه الحالات، تابعة للقيادة العامة للدرك الوطني، والتي تعمل على التحقيق في الملف الذي أصبح يهدد سكان ولايتي وهرانوتلمسان، كما تم نقل مخبر متخصص ومتنقل إلى المنطقة، من وزارة الصيد البحري لمتابعة القضية عن قرب. ومن جانبها أكدت نادية زرهوني، مسئولة مصلحة التطهير بمديرية الري، في حصة "عن كثب" لإذاعة تلمسان، أنه تم توجيه إنذار لمؤسسة النسيج لوضع بعض المعايير والالتزامات قبل 23 أكتوبر القادم، دون الكشف عن طبيعة الإجراءات التي يمكن أن تطال المؤسسة، التي تضم مئات العمال، إذ يتطلب الأمر مساعدة من قبل وزارة البيئة، لتجاوز النقص في المقاييس المعتمدة، في المحافظة على هذا الجانب. كما لم تكشف مديرية الري، عن مدى الخطورة المحتملة، وتأثير المادة السامة الموجودة في السد على المستهلكين، حيث قالت مسؤولة التطهير، إن السد يبدد تلك المواد بطريقة طبيعية، في حين يرى البعض أن هذا الرأي يبقى نسبيا لا غير، ووسط هذا الجدل والإحتمالات يبقى الخطر محدقا بسكان وهرانوتلمسان، الذين يتزوّدون بالمياه الصالحة من سدّ بني بهدل.